مدحت قلادة

وزارة الأمر بالمعروف

الخميس، 17 سبتمبر 2009 10:25 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بالحذاء ضرب الوزير سعد زايد العلامة القانونى الدكتور السنهورى، فى قلب دار القضاء العالى عام 1954.

وصاح الوزير: القانون هو ما يقوله رئيس الجمهورية، ومنذ ذلك الوقت تم إخصاء المصريين أحزاب، ونقابات، ومجتمع مدنى، واخُتِزَل القانون فى شخص الرئيس، وفى عصر السادات رئيس دولة العلم والإيمان عام 1971 كان هناك صراع محموم على السلطة بين ما أسماهم مراكز القوى والسادات. لأنهم أرادوا السادات أن يحكم ولا يملك، أرسلوا للسادات رسالة مع سامى شرف تطالبه بتعيين شعراوى جمعة رئيس الوزراء بدلاً من محمود فوزى فقرر التخلص منهم بتجنيد الإخوان لضرب الناصريين واليساريين، واستعان بالإخوان مكلفاً عثمان أحمد عثمان، والدكتور محمود جامع للتواصل مع إخوان الداخل، وسافر كل من عثمان وجامع للسعودية وهناك عقدوا اجتماعات فى السعودية حضر من قيادات الإخوان فى تلك الاجتماعات الدكتور نجم سالم، وعبد الرؤوف، وعبد المنعم مشهور، ويوسف القرضاوى، وأحمد العسال بالتنسيق مع الملك فيصل.. كما سبق وعقد السادات اجتماعاً مع مجموعة من قيادات الإخوان فى استراحة جناكليس بالإسماعيلية للتحالف معهم وقدم الإخوان طلباتهم وكانت كالآتى:
- إطلاق سراح كل المعتقلين الإخوان.
- السماح للهاربين بالعودة وإسقاط جميع الأحكام القضائية عليهم.
- إعادة الجنسيات لمن سحبت منهم.
وباركت السعودية الاتفاق وقام الملك فيصل بالتبرع بـ 100مليون دولار للأزهر دفع منها 40 مليون دولار لقيادة حملة ضد الشيوعية واللحاد... وعند قيام الغزو الروسى لأفغانستان عمل السادات والإخوان والأمريكان بمباركة سعودية.

حكم الإخوان منذ ذلك الحين قبضتهم على جميع المراكز الحساسة فى مصر وبدءوا بالجامعات المصرية باعتبارها مصنع المستقبل.

هادن الرئيس حسنى مبارك الإخوان إلى أن حدث الانفجار عام 1995 فى القضية رقم 36 لسنة 95 المعروفة باسم وثيقة التمكين، ومن أهم بنودها تنفيذ التمكين من مؤسسات الدولة الفاعلة وهذه المؤسسات وصفتها وثيقة التمكين بأنها:
1- أداة تحجيم ومواجهة الحركة الإسلامية.
2- إضافة حقيقية لقوة وفاعلية الحركة الإسلامية فى التعبير وفى التغيير أيضاً.
من ذلك يُفهم أهمية تلك المؤسسات القادرة على التغيير أو التعبير، وجهاز الشرطة هو الجهاز الأول القادر على تحجيم الحركات الإسلامية فالعمل على تحييده أو تجنيده هدف رئيسى من أهداف الإخوان بالطبع علاوة على المجلس التشريعى والنقابات المهنية.. إلخ.
فترة حكم الرئيس مبارك مع الإخوان اتسمت بالمرونة والشد والجذب والتفاهم والنفور مستخدماً معهم سياسة العصا والجزرة إلى أن قويت شوكة الإخوان فنجحوا فى الانتخابات بخمس مقاعد فى سيد قراره وأصدروا وثيقة فتح مصر، واستعرض المرشد العام المهدى عاكف قوتهم بإصدار تصريح الطزات لكل لمصر والمصريين بدون استثناء أحد على الإطلاق، ثم تصريحه بإرسال عشرة آلاف مقاتل إخوانى لغزة وميليشيات الأزهر، وإتقانها الفنون القتالية، وهنا شعر النظام بخطورة الموقف واتخذ قراره بالقضاء على الإخوان، ولكن هيهات لقد نجح الإخوان فى اختراق جميع المراكز الرئيسية فى مصر "شرطة، قضاء، نيابة، تدريس، صحافة..." واحتلوا النقابات وخربوا الحياة السياسية فتعاونوا مع حزب العمل، والوفد، وضربوا حزب العمل بالضربة القاضية، أوهنوا من حزب الوفد، وأفسدوا الحياة السياسية، وأصبح للإخوان سطوة داخل الحياة السياسية فقبل انتخابات الرئاسية عام 2007، خلع أيمن نور حذاءه لمقابلة المرشد العام، بعدها صرح المرشد أنه فى انتظار زيارة الرئيس مبارك لمقر الإخوان.

وما زال النظام يزايد على الحركات الإسلامية ليثبت للدهماء والشارع أنه أكثر إسلاماً من الإخوان ففكر الإخوان يكسب كل يوم عددا من أصحاب المناصب الرفيعة فى داخل البلد كما يكسب جولة أخرى فى تهديده للدولة المدنية، فمزايدة وزارة الداخلية على الحركات الإسلامية تقود مصر للدولة الدينية، وتؤكد نجاح خطة الإخوان فى تنفيذ خطة التمكين، وإننا نعيش الدولة الدينية ومكمن الخطر فى أنه فى عهد الدولة الديكتاتورية يتحدث الحاكم باسم القانون، أما فى الدولة الدينية فالمتحدث باسم الله من يقف أمام الله فهو كافر زنديق يستحل دمه وشرفه وعرضه ويستحق تطبيق الحدود عليه.

فمن المنطقى بعد حملات وزارة الداخلية والقبض على المجاهرين بالإفطار، وتصريحات اللواء حمدى عبد الكريم، مساعد وزير الداخلية، وعتابه لمنظمات المجتمع المدنى بأن المفطرين ليس لديهم حياء يؤكد على نجاح الإخوان بقوة فى اختراق وزارة الداخلية ورجال أمن الدولة.

فليس ببعيد أن يتغير اسم وزارة الداخلية إلى وزارة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر!! وتتغير الرتبة من وزير إلى مُلاَّ!! كما سيحاولون اختراع أجهزة بالريموت كنترول لاكتشاف درجة إيمان الشخص المسلم... أما المسيحى أو البهائى أو القرآنى يُخَصَص لهم أستاذ الشرطة العسكرية لتوقيع الحدود عليهم، وإصدار تصريح من المُلاَّ وزير الداخلية!! وتوقيع عقوبة على السيدات اللائى يرتدين البنطال.

نجح الإخوان وفكرهم المتطرف فى تأخر مصر قرون للخلف بمباركة ومزايدة أولى الأمر وسيجازيهم الإخوان جزاء سينمار كما فعلوا مع السادات.
يا مصر بك الكثير من المضحكات ولكنه ضحك كالبكاء...
من يصمت اليوم على سرقة جاره سيكون هو غداً الضحية..









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة