أتمنى فوز فاروق حسنى برئاسة اليونسكو، والأمر هنا لا يتعلق بالاتفاق أو الاختلاف معه، ولكن بما هو أهم وهو الدولة المصرية، وهى أكبر من السلطة الحاكمة وأكبر من أى فصيل سياسى، لكن هذا الخلط بين الدولة والسلطة أحدث كثيرا من الأخطاء:
1- طبيعى أن يكون هناك اختلاف حول حسنى وزيرا للثقافة، فهذا فى النهاية موقع سياسى، وكنت من الذين اختلفوا مع سياساته، رغم احترامى وتقديرى له ولإيجابياته، فقد ركز على الأنشطة النخبوية فى القاهرة، فى حين أن الدور الأساسى للوزارة هو دعم الأنشطة فى مختلف قصور الثقافة فى كافة أنحاء مصر.
2- لكن الأمر فى معركة اليونسكو لا يتعلق بالاتفاق أو الاختلاف، فترشيح حسنى ليس أمرا يخص حكامنا، ولكنه يخصنى أنا وأنت، بمعنى أن حصول حسنى على هذا الموقع ليس مكسبا للسلطة الحاكمة فقط ولكنه مكسب لكل مصرى، فالدولة لا يملكها هذا الفصيل أو ذاك، ولكنها ملك لكل المصريين على اختلاف أفكارهم وأديانهم ومعتقداتهم وأعراقهم.
3- بالتالى كان خطأ انسحاب المعارك الداخلية مع حسنى على معركته فى اليونسكو، فالأمران مختلفان، ولكن للأسف هذا الفخ يقع فيه الكثيرون، وأنا منهم، فبعض المعارضين الذين يؤيدون حماس أو حزب الله مثلا لا يرفضون انتهاك أمن الدولة المصرية وسيادتها على أرضها، والذين يؤيدون على سبيل المثال نظام الملالى فى إيران يتغاضون عن الأمن القومى المصرى فى المنطقة.
4- الخلط الثانى متعلق بإسرائيل، فالوزير حسنى رفض التطبيع معها على خلفية موقف معظم المثقفين المصريين، وكان هذا منطقيا وطبيعيا، ولكن كيف نطالبه وهو فى موقع دولى ألا يتعامل مع إسرائيل وهى دولة معترف بها وعضو فى كل المنظمات الدولية؟ ثم إذا كان الأمر كذلك، فلماذا لا نهاجم مصريين آخرين يتعاملون مع إسرائيل من موقعهم الدولى مثل بطرس غالى ومحمد البرادعى وغيرهما، بل ولماذا لا يتم انتقاد الدكتور أحمد زويل وهو لا يعادى إسرائيل بل وزارها؟
5- إنها فى تقدير ازدواجية حان الوقت لأن نتخلى عنها، وحان الوقت لأن ندرك أن الدولة المصرية ملك لكل المصريين، ولذلك أتمنى فوز فاروق حسنى، وأى مصرى، أيا كان توجهه السياسى، بالمواقع الدولية، فهذا يمثل ثقلا دوليا سوف نستفيد منه جميعا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة