فى شارع جامعة الدول العربية "يافطة " لاتحاد الأطباء العرب تدعو للتأمل وتثير تساؤلات، فهى إعلان مدفوع الأجر لحث الناس على التبرع للجنة الإغاثة، والتى قرر القائمون على الاتحاد أن يوجهوها خارج مصر.
من حيث المبدأ ليست هناك مشكلة فى أن يتبرع المصريون لإغاثة أى محتاج فى العالم، ولكن المشكلة أن اتحاد الأطباء العرب نسى أن هذه ليست مهمته، وهى أنه تجمع مهنى يضم الأطباء العاملين من المحيط إلى الخليج، ودوره الوحيد هو الدفاع عن حقوق هؤلاء الأطباء وتطوير أدائهم المهنى، ناهيك عن الدفاع عن البحث العلمى الذى يطور هذه المهنة النبيلة.
وهذه الأهداف سوف تصطدم بالضرورة بحكومات وتجمعات مصالح فى مجتمعاتنا العربية، وهذا دور سياسى بالمعنى الواسع، وليس بمعنى الانتصار لأفكار هذا التيار أو ذاك. ثم أن هذه أهداف مهنية من المستحيل أن يرفضها أعضاء الاتحاد من المحيط إلى الخليج، رغم اختلاف توجهاتهم السياسية والدينية والعقائدية.
وهذه المهام حتما ستفيد ليس فقط العاملين فى المهنة ولكنها ستفيد كل المواطنين، ولكن المؤسف هو أن هذا الدور غائب تماما، فهل سمعت عن مؤتمر لهذا الاتحاد عن البحث العلمى فى العالم العربي، أو عن مشاكل الأطباء، أو صناعة الدواء أو غيرها؟
الحقيقة أن هذه الغياب لا يخص اتحاد الأطباء العرب وحده، ولكنه يخص كل النقابات أيا كان نوعها، وأيا كان المسيطرون عليها، محسوبون على السلطة الحاكمة أو معارضتها، وللأسف هذا دمرها وسأقول لك كيف؟
لأن النقابات ليست أحزابا سياسية، يلتحق بها أى مواطن باختياره بناء على برنامج سياسى معلن. ولكنها تجمعات مهنية، أى أن المهندس يصبح عضوا فى نقابة المهندسين لأنه مهندس وليس لأنه معارض للسلطة الحاكمة أو مؤيد لها، وكذلك الصحفى يصبح عضوا فى نقابته ليس لأنه مؤيد لحماس أو معارض لها، ولكن لأنه صحفى.. وعندما تتخذ أى نقابة موقفا سياسيا، من الطبيعى أن يكون حوله خلاف، وبدلا من أن يتوحد أصحاب كل مهنة حول مصالحهم، يختلفون ويحدث تناحرات وانشقاقات ليس لها حل.
فتعالوا ننقذ النقابات من مختطفيها المؤيدين والمعارضين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة