آه لو عرفتم محمود عوض المواطن.. وألف آه لو اقتربتم من تفاصيل حياة الرجل الذى أفنى عمره مقائلاً فى الحق.. مناضلاً شريفاً.. لكنه أبداً لم يكن من عينة المناضلين الأشاوسّ.. أو حنجورية الوطن.. قاتل الله الموت خاطف الأعزاء.
نعم عاش محمود عوض خادماً وفياً فى بلاط صاحبة الجلالة.. فلم يرض يوماً بلقب الأستاذ الرسمى.. وقبله بكل حب من تلاميذه وهم كثر.
محمود عوض ـ رحمك الله ـ وأنت تستحق ملايين الرحمات بعدد سعيك للبحث عن الأفضل للمواطن والوطن العربى، حملت هموما لا يطيقها الحر.. ولم يضق صدرك من هول ما قوبلت به من رفض فى كيانات رسمية.. وارتضيت البقاء فى صفوف الشعب، تسعد مع الجماهير أحياناً.. وتتألف لهم كثيراً.
آه من الموت.. ذاك الغادر الأحمق الذى لا يبحث إلا عن الأفضل.. فعلى ما يبدو أن السماء لا ترضى إلا بقبض الشرفاء أولاً بأول، فلا مكان طيب عليها إلا لأمثالك.. فى أيام بعظمة أيام الشهر الكريم أعاده الله عليك وأنت فى جناته خالداً.
أيها الأستاذ بطل الشعب.. لا أنعيك فأنت باق.. ولن نحزن على فراقك.. فأنت بيننا بأفكارك.. وما تعلمناه منك فى وجوب احترام شرف القلم.
أما أنت أيها الموت.. فلا جديد.. دائماً تقتنص الأفضل.. والأقرب للقلوب.. فربما تكن حكمة المولى عز وجل بأن يخلد المرء بأعماله التى تصبح بعده نوراً يضىء ظلمة من يعيشون لأنفسهم فقط، وأشهد ومعى كل تلاميذك أنك لم تكن أبداً تحى إلا للناس معهم وبينهم.. وستظل دائماً معنا وبيننا رحمك الله يا عم محمود.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة