من بين كل الأسباب التى قيلت فى مسألة إسقاط وزير الثقافة فاروق حسنى فى معركة اليونسكو، يبقى إرجاع الأمر كله إلى إسرائيل تعبيراً عن الخيبة أكثر منه تعبيراً عن فضح ممارسات الدولة الصهيونية، التى تجمعنا بها علاقات رسمية عنوانها سفارة، وتصدير واستيراد منتجات، وزيارات مسئولين.
الخيبة فى أننا نعترف وبكل صراحة، أن وزن إسرائيل العالمى أصبح أكبر من وزن مصر، ليس هذا فحسب، بل إن إسرائيل أصبحت بوابة مصر إلى العالم، فلكى نضمن فوز منصب دولى علينا كسب رضاها أولاً، ولكى نعمق العلاقات الاقتصادية مع دول بعينها علينا أن نلتفت إلى إسرائيل أولاً، كما حدث مثلاً قبل سنوات فى توقيع اتفاقية الكويز، التى تمت برعاية أمريكية كاملة، وكان من ضمن أسباب التوقيع عليها الأمل فى دخول منتجات النسيج المصرى إلى الأسواق الأمريكية.
كانت الكويز محطة معبرة على أن الدخول إلى البوابة الأمريكية لا نستطيع فعله دون العبور من باب إسرائيل، ومع اختلاف الظروف والسياق، تأتى معركة اليونسكو مكملة لهذا المعنى البائس، المعنى الذى يدل على أنه لكى نكسب منصباً دولياً علينا دق باب تل أبيب أولاً، فأى خزى فى ذلك.
أرسلت إسرائيل رجال الموساد إلى اليونسكو لإدارة المعركة ضد فاروق حسنى، وليكن، فهذا ما تراه فى إدارة معاركها، وفى المقابل.. ماذا فعلنا نحن لمواجهة مثل هذا الظرف؟، ولا يكفى فى الإجابة الارتكان إلى اتصالات تمت على المستوى الرئاسى بين مصر والدول الأخرى المنفذة فى اليونسكو، ولا يكفى القول بأن هناك فريق عمل بمهارة لكسب الأصوات، فكل ذلك هو من بديهيات إدارة مثل هذه المعارك، أما الجانب الأهم من كل ذلك فهو، ماذا نفعل ليبقى وزن مصر مؤثراً دولياً حتى نجد قيمة هذا الوزن فى كل معاركنا الدولية؟
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة