الإسقاط هو حيلة دفاعية ينسب فيها الفرد عيوبه ورغباته المحرمة والعدوانية أو الجنسية للآخرين حتى يبرئ نفسه، ويبعد الشبهات عنه.. فالكاذب يتهم الناس بالكذب، واللص يتهم الآخرين أيضاً وهكذا... يؤكد عالم النفس سيجموند فرويد مؤسس التحليل النفسى بأن الإسقاط هو أولاً حيلة لا شعورية من حيل دفاع الأنا، والتى بمقتضاها ينسب الشخص إلى غيره ميولاً وأفكاراً مستمدة من خبرته الذاتية، وفى مراحل متقدمة يؤدى إلى بارانويا مصاحبة لهلوسات.
هذا تماماً ينطبق على كُتَّاب الإخوان الذين يسقطون ما بداخلهم من كراهية وبغضاء للوطن والمخالفين لهم. قرأت الكثير من الهلوسات الإخوانية آخرها هلوسة إخوانى مصاب ببارانويا متقدمة، فأضحى يهلوس ويهلوس بشأن إضراب الأقباط المزمع عقده يوم الحادى عشر من سبتمبر، لم يستطيع كبح جماح كراهيته لأبناء الوطن الفعليين شركائه فى المصير، فأخذ يكيل لهم الاتهامات تباعاً مسقطاً ما بداخله من تهم بالخيانة والعمالة والانتماء للغرب بهدف احتلال مصر.
نظراً لأن البارانويا لديه أصبحت فى مراحل متأخرة فقد اعتبر أمثاله وطنيين وحمائم سلام وحماة ولكونه مغيبا بأفكار إرهابية عدوانية وذات أبعاد مؤثرة سلبياً على المستويين القريب والبعيد فقد نفى تماماً دور جماعته الإرهابية فى تخريج الأجيال الإرهابية الحاقدة ذات الأيدلوجية التكفيرية الإرهابية المستحلة شرف ودماء الآخر، كما تناسى دوره جماعة الإخوان كونها " الأم الحاضنة لكل المنظمات الإرهابية الإسلامية فى العالم"، وشرع يهزى فى مقاله، إذ به يتهم الأقباط بعدم الوطنية معتبراً زعيمه صاحب الطزات الشهيرة لمصر وأبو مصر واللى فى مصر هو الأمثل للسلام والوطنية، واتبع مدرسة مرشده العام معتبراً جماعة الإخوان، الجماعة الإسلامية ومن على شاكلتها حمائم سلام، متغاضياً عن استحلال دماء وأموال الأقباط العزل متغافلاً عن سجلهم الأسود فى سرقة محلات الصاغة لأقباط مصر لتمويل إرهابهم الدموى.
وتتقدم به البارانويا أكثر وأكثر فيتهم أقباط مصر بأنهم يشعلون نار الفتنة فى الوطن، مُعِصباً عينيه عن الإخوانى عضو مجلس الشعب المحرض للهجوم على كنيسة عين شمس الذى ردد للأستاذ معتز الدمرداش "ضبطناهم بيصلوا"، والذين لم يخرجوا يوماً بعد القداس ليحرقوا الجوامع أو يقتلوا صبايا صغار لم يعرفوا الحقد أو الضغينة لأحد!! ثم يغرق فى هلوساته بالهجوم على جريدة وطنية تنحصر أهدافها فى إرجاع مصر لأصولها المصرية بعيداً عن الفكر الصحراوى البدوى الشرس، متغاضياً عن كتب أبو إسلام أحمد عبد الله مدير قناة الأمة المتطرفة، ومقالاته الإرهابية منها على سبيل المثال "لماذا كسروا الصليب، وأسلموا تسلموا، والشريعة هى الحل... وما إلى ذلك من مقالات هادمة للمبادئ والفكر والإنسانية أيضاً مقالات (توحشت كلاب الكنائس، شنودة وعياله الغجر، وغجر المهجر، وكباريهات الدعارة الصليبية..) وبالطبع فتح معرض الكتاب جناحه لبيع هذه الكتب!! وكأن الوطن تخلى عن عراقته وثقافته وانحصرت كل معطياته فى مجموعة من الأفكار التكفيرية الهدامة للوحدة الوطنية.
كل هذه الأدلة تؤكد بارانويا الإخوان والجماعات الإسلامية الذين يتحدثون عن أشقاء وأخوة الوطن بالشفاه فقط، بينما هم فى الواقع يستحلون أموالهم ومنشآتهم، يتغنون بحب الوطن والدفاع عنه ويسلخون ظهر الوطن بطزات من مرشدهم العام، يتباهون بشركاء الوطن ثم يرحبون بماليزى أو تركى لحكم مصر، ينشدون العدالة بالوطن ويتآمرون على شركاء الوطن بضرورة دفع الجزية وعدم الالتحاق بالجيش، يتحدثون عن السماحة ويشحنون البسطاء بشحنات حاقدة كارهة لشقيق الوطن فيهبون بعد صلاة الجمعة ليحرقوا ديار الأقباط، يتهمون الأقباط بالتعاون مع الغرب متجاهلين لقاءات الكتاتنى مع السفير الأمريكي، يتغنون بالنسيج الواحد متغافلين أنهم أول من مزقه، يعطوك من اللسان حلو الكلام والواقع مر وتعصب وكراهية.
أخيراً بعد هياج الكُتِّاب الإسلاميين عن إضراب الأقباط، فقد بدى واضحاً للعيان البسيطة جداً مدى إسقاطهم فهم يعتبرون الإضراب قتلا، تدميرا، حرقا، سرقة، اغتصابا... ولكن الواقع حال الأقباط يختلف فإضراب الأقباط هو يوم صلاة، وارتداء ملابس سوداء حداداً على قبط مصر وحال مصر، وحمل لافتات وصور للمضطهدين من أقباط مصر خاصة صورة القس متاؤوس وهبة. المحكوم عليه بخمس سنوات والمتهم بتزويج متنصرة من قبطى ببطاقة شخصية مزورة وكأن القس متاؤوس كان عاملاً بالسجل المدنى!! أخيراً شكراً لكل كاتب متأسلم كتب هلوسات وهذاءات عن إضراب الأقباط لأنه أخرج بالحقيقة ما بداخل نفوسهم من كراهية وحقد وضغينة لشريك الوطن وأسقط ما بداخلهم من فكر منحرف.
أما نحن، أقباط مصر بالداخل والخارج، فنردد شعار قداسة البابا شنوده الثالث "مصر ليست وطنا نعيش فيه إنما وطن يعيش فينا".
ونثمن على قول أحمد شوقى باشا: وطنى إن شغلت بالخلد عنه نازعتنى إليه فى الخلد نفسى
"تجربة مريرة علمتنى أن كل المعابد ليست بيوت الله، فنوعاً كانت مسكونة بالشياطين! فدور العبادة ليست ذات قيمة إلا إذا حرسها رجل الله الخير".. من أقوال غاندى.
موضوعات متعلقة..
دعوة للفتنة الطائفية!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة