من يتأمل الحوار المهم للسياسى الكبير منصور حسن، والذى نشرته الزميلة جريدة الوفد قبل أيام، وأجرته الزميلة رانيا بدوى، ربما يتوقع ما حدث فى نجع حمادى من أعمال فتنة بين المسلمين والمسيحيين.
لم يتحدث منصور حسن الذى كان وزيرا للإعلام والثقافة أواخر عهد الرئيس السادات، فى العلاقة بين المسلمين والأقباط مباشرة، ولم يتحدث عن التوترات الطائفية التى تحدث بين الحين والآخر، لكنه تحدث فى كل القضايا التى تساعد على تأجيج كل أنواع التوتر والفتنة بين المسلمين والمسيحيين.
وضع منصور حسن يده على أصل الداء الذى تعانى منه مصر، وهو الوقوف عند محطة العجز السياسى لدى كل الأحزاب المصرية، بما يوحى بأن هناك انسداداً فى أى أمل للإصلاح السياسى، وتحدث عن طبيعة الشعب المصرى الذى يعد من الشعوب السهلة فى قيادتها بحكم عوامل تاريخية، وهو ما يغرى الحاكم المستبد بالاستمرار فى استبداده، وتحدث عن حتمية تعديل الدستور إذا كنا نريد بالفعل لا بالقول، حياة ديمقراطية صحيحة وسليمة.
تحدث منصور حسن عن دورنا الضائع فى أفريقيا بالدرجة التى أضاعت سنوات من بناء هذه العلاقة أيام الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وتحدث عن خطأ الجدار الفولاذى الذى يعزل مصر عن غزة، وتحدث عن أخطاء لجماعة الإخوان المسلمين، وتحدث عن خطأ ما يسمى بالحتميات التاريخية التى يبرر بها البعض جمع أى رئيس لكل السلطات فى يديه.
قضايا كثيرة تحدث عنها منصور حسن، لكن السؤال: «ما علاقة هذه القضايا بأحداث نجع حمادى؟»
حين يتبدد الحلم عند أى مواطن فى حياة عادلة، وحين تتبدد ثقته فى أى حكومة، وحين تتبدد حقوقه الإنسانية البسيطة فى الزواج، وتوفير المسكن الملائم، والعمل وفقا للكفاءة وليس للوساطة، وحين تتبدد ثقته فى أن صوته الانتخابى قادر على إقالة حكومة ووزير ومسئول، أقول حين تتبدد ثقته فى كل ذلك، فمن الطبيعى أن يعبر عن غضبه بأساليب غير مشروعة، وإذا كان أمله يتبدد فى جنة الدنيا، فسيختار جنة الآخرة، وجنة الآخرة ربما تعنى عنده اختيار قشور الدين، والبعد عن صحيحه، وما أسهل ذلك مع وجود الفضائيات التى تشيع الفكر السلفى ليل نهار، وضمن قشور الدين حض المسلم على قتل المسيحى، فلنجرب إصلاح الأخطاء التى تحدث عنها منصور حسن، ويتحدث غيره عنها، صدقونى لن نرى مثل هذا البؤس الذى رأيناه فى نجع حمادى.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة