منذ اللحظات الأولى من مباراة مالاوى والجزائر، جلس العديد من المتفرجين المصريين أمام شاشات الفضائيات الأجنبية والعربية يترقبون ماذا سيفعل منتخب الخضر أمام مالاوى المغمور، توقع البعض أن يجد آلاف المشجعين الجزائريين فى المدرجات، وهم يحملون الشماريخ وعبوات البيروسول المشتعلة، ويلوحون بالسكاكين وهم خالعون نصف ملابسهم على الأقل.
توقع البعض الآخر إشارات تهديد من مئات المتفرجين الجزائريين الملتفين حول الملعب فى انتظار إشارة الهجوم، واقتحام الأعداء المنافسين والتنكيل بهم. لكن الإخوة الجزائريين الذين أبدوا كل الشراسة والعدوائية مع المنتخب المصرى، أبدوا الكثير من اللطافة والمحبة مع الشقيقة المغمورة مالاوى، وتحولت اللطافة والمحبة إلى كرم زائد لدرجة أن سمحوا للشقيقة الأفريقية المغمورة بالتسجيل مرتين بأقدام راسل موافوليروا وألفيش كافوتيكا.. عندئذ نظر المتفرجون المصريون أمام الفضائيات الأجنبية بعيون مليئة بدموع التعاطف من الكرم الجزائرى، وهتفوا جميعاً "بيب بيب مالاوى بيب بيب موافوليروا بيب بيب كافوتيكا"، واختلط الحزن المصرى على حال التليفزيون الوطنى الذى لم يستطع القائمون عليه إدارة معركتهم مع الجزيرة الرياضية، مع الانفعال بالكرم الجزائرى مع شقيقة صغرى فى القارة الأفريقية، ثم تحول التعاطف إلى درجة أعلى من الانفعال ورغبة تحفيز لاعبى الأخضر حتى يلعبوا كرة قدم على الأقل لنطمئن على فريق عربى لنا فى كأس العالم.
واقترح البعض أن نهتف أمام الفضائيات الأجنبية "مصر.. مصر.." ربما يصل الصوت بطريقة ما إلى رابح سعدان وأشباله، فتعتريهم نوبة الغضب العنترية ويلعبوا كرة قدم، لكن أصواتنا لم تصل طبعاً ولم يسمح رابح وأشباله اسم المنتخب المصرى، ولذلك واصلوا نوبة الكرم واللطافة الوداعة والمحبة والسلام أمام الشقيقة الصغرى مالاوى، وتركوها تلعب كرة يتفرجون عليها ولاعبوها يضيعون الفرصة بعد الفرصة، حتى إنهم تركوا تسديدة موافوليرا فى بداية الشوط الثانى التى ارتدت من القائم دون أن يستطيع دفاع الخضر تشتيتها.. ونشتتها ليه ما الشقيقة مالاوى بتلعب كورة وإحنا مبوسطين.. وهكذا سجلت مالاوى هدفها الثالث وسط تسامح جزائرى يؤكد عمق العلاقات الأفريقية وأصالة شعوب العالم الثالث فى مواجهة المحاولات الخارجية القنكوشية، ورجع المصريون الجالسون أمام الفضائيات الأجنبية والوصلات السلكية الحلال شرعاً بفتوى أزهرية يهتفون سعداء بالمحبة الجزائرية المالاوية "بيب بيب ماولاى .. بيب بيب موافوليرا .. بيب بيب باندا".
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة