جاء أحمد زويل إلى مصر، بصفته مستشارا للرئيس الأمريكى أوباما، وقابل المسئولين بهذه الصفة، وأبدى عدم رغبته فى الحديث عن السياسة حين سئل عن إمكانية ترشحه للرئاسة، وقال "أنا لدى رؤية حول مصر ومشاكلها قبل أن أصبح مستشارا لأوباما، وأن حل مشاكلنا لن يتم إلا بالمصريين"، وأضاف :" أنا تعلمت فى مصر بشكل جيد جدا، حصلت على أفضل نوع من التعليم، تعلمت التصوير والفن، تعلمت كيف أحيا فى مجتمع كان فخورا بما أنجزته، وعندما كنت من المتفوقين نشر الخبر فى جريدة الأخبار، وكان أهل مدينة دسوق يهنئون أسرتى".
ويضيف:" الجامعات المصرية كانت فى القمة، ولو كانوا دفعوا لى لدخول الجامعة الأمريكية كنت رفضت"، ويستخلص من كل ذلك أنه "لا يوجد شىء اسمه زويل جاء من المريخ، وذهب إلى الولايات المتحدة الأمريكية".
يأتى زويل كل عام إلى مصر ويعود إلى أمريكا، حاملا كل مشاعر الدفء لبلده ، ولا يمل من ذكر أفضالها عليه، و يعترف بقيمة التعليم الذى حصل عليه فى مصر والذى كان نافذته إلى الدنيا، ليرد بذلك على من يتهمون الجامعات المصرية بالضعف وقت أن كان طالبا فيها، والحقيقة أن هذا الضعف حل بها بعد أن سادت المحسوبية والفساد كل شىء، وتراجعت قيمة التعليم أمام الرغبة فى الثراء بأى وسيلة.
وأدى تراجع قيمة التعليم والبحث إلى عدم تقدير أهله ورجاله، واختصار الاستفادة من العلماء المصريين فى الخارج عند حفاوة الاستقبال، والحديث عن أن مصر أم الدنيا. وفى حالة زويل تم اختصار قيمته فى ندوة سنوية يترقبها محبوه فى دار الأوبرا، ونتذكر جميعا الأمانى الكبيرة التى حلمنا بها بعد فوزه بجائزة نوبل، وتقدم هو باقتراحات عديدة تساهم فى رفع قيمة البحث العلمى فى مصر.
وفى حوار له مطول منذ أكثر من ثلاثة أعوام مع جريدة " المصرى اليوم " أجراه معه رئيس تحريرها الزميل مجدى الجلاد، أشار إلى هذه الاقتراحات وأنه سلم ملفا بها إلى الرئيس مبارك، وأشار إلى حجم الصعوبات التى قابلته، مما أدى إلى تحويل هذه الاقتراحات إلى مجرد أوراق لم يلتفت إليها أحد، وهكذا تم اختصار انتماء الرجل إلى مصر فى مجرد حفاوة فى الضيافة كل عام وندوة ينتظرها محبوه فى دار الأوبرا، حتى جاء أخيرا بصفة رسمية هى مستشار للرئيس الأمريكى.
لم يفتح أحد ملف الاقتراحات التى قدمها زويل إلى الرئيس مبارك وتم إجهاضها، ولم يسأل أحد من المسئول عن جريمة الإجهاض، واكتفى المسئولون بتصوير الكاميرات للأحضان الدافئة بينهم وبين العالم الكبير.