مدحت حسن

نصيبى فى الدين العام

الخميس، 14 يناير 2010 07:18 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حاولت مع الوقت أن أكون مواطناً مطيعاً لما تقول الحكومة، أنفذ ما تطلبه وأمتنع عما تنهى عنه، ولم أحاول كثيراً أن أجهد نفسى بالتفكير فى جدوى ما تقوم به كل الحكومات التى عايشتها عن يقين وإيمان بأن الحكومات المتعاقبة تعرف مصلحتى وتقرر ما تراه مفيداً حتى لو لم أرَ إلا القليل من هذه الفوائد طوال حياتى، فبالتأكيد أنا المخطئ لأننى لا أمتلك الرؤية الثاقبة لأقرأ ما بين السطور من الإنجازات، ومنذ أيام وكالعادة سنوياً انشغل جانب من الرأى العام ببيان رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات الذى ألقاه فى مجلس الشعب، والذى بدا فيه أنه يوجه انتقادات حادة وجريئة للحكومة حول الأسعار والفساد والبطالة، وهو ما لم يشغلنى على الإطلاق، لأنه لا جديد فى الاتهامات ولا فى الإجابات.

ولكن ما استثارنى وجعلنى غير قادر على النوم منذ ما يزيد عن أسبوع، هو ما أعلنه عن حجم الدين العام الذى وصل إلى نحو 761 مليار جنيه، وأن متوسط نصيب الفرد من هذا الدين بدقة شديدة هو مبلغ 9526 جنيهاً، وهو ما جعلنى لا أهدأ ويكاد عقلى يتوقف عن التفكير، فالأمر أصبح بالتأكيد مخيفاً والرقم مفزعاً، وبالرغم من كل ما قاله د.الملط لم يقل لنا من المسئول عن تراكم الديون لتصل لهذا الرقم المخيف وبعد تفكير فى الأمر من كل جوانبه والبحث عن المتسببين فيه وجدت أننى أجهد نفسى فيما لا يفيد، فمن تسببوا فى الدين لن يظهروا وسنتحمل نحن والأجيال القادمة مسئولية سداده، ولذا بدأت أفكر فيما على من مديونيات تجاه الوطن، فقد اعتدت أن أعيش مسالماً لا أحب الديون، لا أسعد إن كنت دائناً ولا يأتينى النوم إن كنت مداناً، وبالرغم من تأكدى بأننى لست مسئولاً عن هذه الديون، إلا أننى بالتأكيد مطالب بسداد حصتى وحصة أسرتى الصغيرة فيها، ولحسن حظى فإننى لا أعول بالإضافة لزوجتى سوى ابنه لم تتخط السابعة من عمرها وابن ما زال فى شهره السادس، وقد حمدت الله أننى لم أستمع لنصائح الأهل، بإضافة أطفال جدد لأسرتى الصغيرة منذ فترة طويلة، حيث إن هذا العدد من أفراد عائلتى جعلنى أتأكد أننى مضطراً لأن أسدد ما يقرب من 38 ألف جنيه هى قيمة نصيبى وزوجتى وابنتى وابنى من الدين العام، وقد بدأت على الفور أتدبر مع زوجتى سبل توفير هذا المبلغ والمدة الزمنية التى يمكننى أن أرتب كيفية توفيره، وعندما وصلت لحلول قابلة للتنفيذ داخل أسرتى، بدأت أسأل نفسى لمن سأسدد هذه الديون؟ وهل بعد أن أسددها سيتم حذف اسمى من كشوف مديونية الوطن؟ وهل سيصبح من حقى بعدها أن أحصل من الوطن على كل حقوقى؟ وهل آمل بعدها فى حياة كريمة وآمنة لى ولأسرتى؟ وهل هناك من يضمن لى عندما يكبر أبنائى ويمتلكون زمام أمرهم أنهم سيجدون أنفسهم أحراراً يعيشون فى وطن حر غير مدان لأحد وليس عليهم أن يعيشوا حياتهم مثلما عشنا نحن مدانين طوال الوقت بلا ذنب؟





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة