فاطمة خير

سجون إسرائيل.. وأنجولا

الجمعة، 15 يناير 2010 02:35 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم تجد قناة الجزيرة حرجاً، فى أن تعلن من خلال شريط الأخبار على شاشتها، أن السلطات الإسرائيلية تواصل منع الأسرى الفلسطينيين فى سجونها، من متابعة «الجزيرة» منذ أكثر من عام.

«الجزيرة» نشرت الخبر على اعتبار أن هذا الفعل من جانب السلطات الإسرائيلية، تعدٍ على حقوق الأسرى الفلسطينيين، تعدٍ لا يجوز فى حق إنسان يعانى من فقد الحرية بالأساس. انتقاد «الجزيرة» لقرار السلطات الإسرائيلية، أرادت به أن تمنح لنفسها قيمة أكبر، باعتبار أن الحرمان من مشاهدتها هو أحد سبل التعذيب الإسرائيلى للأسرى، وتناست القناة أن إسرائيل وسلطاتها تحرم شعباً بالكامل من حريته وأرضه، «الجزيرة» أرادت أن تبرز كونها أحد أساسيات حياة الأسير الفلسطينى؛ فوقعت فى مأزق اعتبار إسرائيل نفسها كياناً ديمقراطياً يمنح السجناء حق مشاهدة التليفزيون، حتى أنه فى حالة عقابهم يحرمهم مشاهدة قناة واحدة لا غير!.

قناة الجزيرة نفسها، مارست حق المنع حين حرمت الشعب المصرى، من مشاهدة «كأس الأمم الأفريقية 2010» فى أنجولا، حرمتهم مشاركة منتخبهم الوطنى رحلة اللعب على أمل الفوز، وحرمتهم متعة مشاهدة البطولة التى لا تقام سوى كل سنتين، حرمان هو أيضاً يعد انتهاكاً لحقوق مواطن عربى، لا يجد سلوى فى حياته الشاقة، سوى مشاهدة مباراة كرة حلوة، ناهيك عن تشجيع منتخب بلاده.

10 ملايين دولار، كانت كافية لتبرر «الجزيرة» إفشال الصفقة بينها وبين اتحاد الإذاعة والتليفزيون، الذى حاول الحصول على حق إذاعة مباريات البطولة، أو حتى إذاعتها على الإذاعة المصرية. لم يشفع للمصريين كونهم يمثلون نسبة كبيرة من كوادر القناة، ومن أكثرهم تميزاً، إن لم يكونوا الأكثر كوادر ستنقل هى نفسها فعاليات البطولة، التى سيحرم شعبها من مشاهدتها!.

«الجزيرة» نفسها لا تجد مشكلة فى أن تمثل مصر والموضوعات المتعلقة بها، نسبة تكاد تكون الأكبر، من الموضوعات المعروضة على شاشتها، ولا أن تخاطب المشاهد المصرى باعتباره المشاهد العربى «الفاعل» و«المستهدف»، القناة لا تجد غضاضة فى أن تنتج حلقات كاملة عن شخصيات مصرية مرموقة تزين بها شاشتها وتمنحها القيمة؛ لكنها تستنكف أن تمنح المشاهد المصرى نفسه فرحة لا يعرفها إلا كل سنتين؛ ليس بأداة التعجيز المادى وحسب؛ وإنما بالخدعة التقنية التى تجعل مشاهدة البطولة مستحيلة، بسبب عدم قابلية كروت قناتى الجزيرة 9 و10 للعمل فى مصر.. حتى الآن.

لكن ليست المشكلة الحقيقية فى هذا..
أتعرفون..
المشكلة فينا نحن، أن ننحدر إلى الدرك الذى يجعل قناةً تليفزيونية تناطحنا، أن تذل شعبنا وتمنعه الفرحة، أن تعتقد أن بإمكانها أن «تكسر نفسنا»؛ هذا لأننا فقدنا كثيرا من قيمتنا، وهيبتنا، لدرجة تجعل شعوباً لم نكن نسمع عنها أو منها، تتطاول علينا.
نحن من يمنح القيمة لنفسه، ونحن من يحرمها.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة