بعيد عن الهموم.. بعيد عن المشاكل .. بعيد عن الفتنة والأسعار وغزة والجدار أنصحكم بوقت متستقطع لالتقاط الأنفاس مع عم صلاح ..
هذا الرجل لم يكن بشاعر ولا رسام ولا حتى فنان، ولم يكن مجرد حالة تلقائية مشحونة بالحزن والشجن، ولا حتى طفرة زمنية كانت مصر فى حاجة إليها.. كان نبيا يتلقى وحيا من السماء يبشر به ويوقظ تلك المشاعر الدبلانة فى أركان الإنسانية.
نبيا هبط إلى الأرض بعدما ولى زمن الأنبياء فجاء صلاح جاهين مميزا وصاحب مكانة خاصة فى قلوب العصاة والتائهون فى صحراء الإنسانية فبشرهم بجنة ممرها الحزن وأنذرهم من نار ممرها مزروع بأشجار الكراهية والحقد.. فى كل كلمة كتبها كان ذلك واضحا.. إنه يكره الكارهين والحاقدين، لايحب أولئك الذين يسيرون عكس طبائعهم الإنسانية، كان حقيقيا يلعب على خشبة مسرح الحياة الدور الذى كتبته السماء دون تمثيل أو تحريف .. دون أن يدخل غرفة المكياج من أصله!
كان إنساناً بفنه ودهشته وخياله الذى أنجب لنا ماأدهشنا ومازال يدهشنا حتى الآن، عم صلاح لم يكن فقط نبيا ينذر ويبشر بل كان إلها للحزن النبيل، تلك الجرعة من الشجن التى تنقلك من عتبة طاهرة إلى عتبة أخرى أكثر طهرا ونقاء، كان يكتب بلا قوالب ويلقى بمشاعره على الورق بلا قيود ويتحدث إلينا بشكل غير تقليدى فظلت رسائله وربعياته حتى أغانى إحباطاته تسير بجوار نفوسنا بالشوارع كلما أصابنا مكروه نمد أيدينا لأحد هذه الرسائل ونقرأ.. ونقول عجبى، وكلما زارنا الفرح نزف أحبالنا الصوتية إلى براح الكون أغانى صلاح جاهين فيرقص الهواء داخل غلافه الجوى وتتراقص حبات المياه التى تستعد أن تصبح مطرا داخل سحبها.
نبيا جاء فى وقته لا يكذب ولا يمثل على نفسه ولا علينا فقط يرسم ويكتب ما يصدقه ويعيش فيه.. فصدقناه وعاش هو وما كتبه فينا!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة