نعم أنا متطرف فى عرف الغوغاء والدهماء... أصرخ ألماً على شبابنا المهدرة دمائهم.. نعم أنا متطرف لأنى أبحث عن شريك الوطن ولا أجده!! أجد شريحة منهم تحت راية الدين استباحوا شرفى، وعرضى، وأموالى... هدموا كنيستى، حرقوا بيتى، اغتصبوا ابنتى، حرمونى من الترقيات اللائقة بى باسم الدين.. نعم أنا متطرف لأنك وأمثالك ممن استباحوا دمى وأموالى تحت مسمى الاستحلال! نعم أنا متطرف لأنى مضطهد بين رحى النظام وسندان الجماعات، لأنى أملك مشاعر حب لوطنى لا يشعر بها من هم مثلك، انتماؤه لماليزى أو باكستانى!! أنا متطرف لكونى أفضح المتاجرين باسم الدين، لأنى أفضح من رفع شعار (طظ فى مصر وأبو مصر واللى فى مصر).. أنا متطرف لكونى أفضح من يأخذون الدين مطية للوصول للحكم.. أنا متطرف لأنى أفضح من يذبح البشر تحت راية (الله وأكبر).
نعم أنا متطرف لأنى أدافع عن بلدى التى تحولت لإمارة وهابية تصيح فى أرجائها غربان الظلام وخفافيش الليل شاربى دماء الآخر.. مسلم، مسيحى، قرآنى، بهائى، شيعى، لا دينى... أنا متطرف لأنى أفضح تلك الجماعات التى تسرق وتحرق باسم الدين.. نعم أنا متطرف لأنى أجيد الصراخ عالياً.. وإن لم أجد آذان لسمع صراخى فى بلدى أجده فى أرجاء العالم الحر.. فرنسا، أمريكا، هولندا، اليونان، بروكسل، النمسا، سويسرا، ألمانيا، السويد.. أصرخ بأعلى الصوت ليلاً نهاراً صوتا مدوياً كفى ظلم!! كفى قتل!! كفى سرقة!! كفى حرق!! باسم الدين!
نعم أنا متطرف لأنى فى وطنى لا أسمع سوى صوت الغربان التى تسعى لحرق الوطن وقتل أخوتى باسم الدين!! أصرخ عالياً أجد من حولى أعماهم التطرف وحرموا من إحساس السمع والحس، ولم يسمعوا لصوت مُضطَهد، لم يحسوا بآلام أم مكلومة فى فلذة كبدها حرموا من الأحاسيس ليشعروا بآلام أم ذبح ابنها، وأخت مغتصبة، ويستحلوا أموالنا، ويسرقوننا، فى دولة ضاع فيها القانون.. وتحول القانون إلى مصاطب وجلسات عرفية، لفرض شروط القوى على الضعيف لتضيع فيها الحقوق وتغتصب العدالة.
نعم أنا متطرف فى دولة دينية ضاع فيها الحق والعدل والمواطنة.. نعم أنا متطرف فى عرف الإسلاميين من إخوان وجماعات القتلة الذين يريدون حرمانى حتى من حق الصراخ ألما.
نعم أنا متطرف فى عرف النظام الديكتاتورى المضلل بإعلاميين مخترقين أيديولوجيا من جماعات الإرهاب الدينى "إخوان وجماعات".
لماذا أنا متطرف؟!! لأننى أنقل صوت وصورة أحداث القتل والحرق والنهب لممتلكاتنا فى مصر باسم الدين!! نعم أنا متطرف لأننى أصرخ ليل نهار كفى تصفية عرقية!! كفى ظلم واستبداد!! كفى تشويه الدين!! أنا متطرف لصمت وتواطؤ المسئولين.
نعم أنا متطرف لأن من يشعر بى هو الغريب من دول الجوار!! أما شريكى فى الوطن اغتصبوا فكره وحولوه لأداة إجرامية ليسرق ويحرق ويغتصب باسم الدين.
نعم أنا متطرف فى عرف الغوغاء والدهماء أمثالكم لكونى أصرخ لا لا.. للظلم باسم الدين، لا لحرق الوطن، لا لتقسيم الوطن بين مسلم وغير مسلم، وكفاكم تقسيم الوطن بين إخوانى وغير إخوانى، مجاهد وغير مجاهد.
أنا متطرف لكونى أصبحت هدفاً تدخلون بنحره لجنة الحور، وتنعمون مع الحور بدمائنا، تضطهدوننا وتعتبرونه هذا صحيح الدين.
أنا متطرف لأنكم تركتم الساحة الإعلامية لشيوخ التطرف المستهزئين بى وبعقيدتى لأنكم تطبعون كتباً من أموالى للنيل من عقيدتى تملأون الأثير كراهية وحقدا وتطرفا من أموالى تحرموننى من حقى ويأخذه ماليزى أو أندونيسى من دول الجوار.
أنا متطرف لأنى أجيد الصراخ المتاح لى فى أى مكان بكوكبنا العظيم أما فى بلدى المكلوم فلا حق سوى لنجوم الكراهية باسم الدين وأجهزة أمن مؤدلجة وهابيا لتسحق مسيحى مصر.
هل تريدون حرمانى من حق الصراخ؟!!
ربما أنا متطرف فى عرفكم لأنى أسلك الأسلوب السلمى؟! فى شوارع العالم أحمل لافتة تندد بالاضطهاد أما أنتم أيها الإرهابيون مصاصو الدماء فقسمكم على قرآن وسيف وشعاركم سيفان متقاطعان؟! قرآن تفويضا إلهيا ومسدس للقتل واستحلال دمائنا، أما أنا القبطى لا أملك سوى قلب عامر بالإيمان مبشرا بالحب للجميع حب صادق باذل ولا أملك سوى الصراخ فى وجه من يقتلون ويستبيحون شرفى وعرضى وحياتى ومالى باسم الله.
بعد كل ذلك!! هل أنا حقاً متطرف؟!!
وهل فعلا أعمالكم أيها القتلة هى أعمال الله؟! إن كان نعم ما اسم هذا الإله؟!
"إن رأيت ظلم الفقير ونزع الحق والعدل فى البلاد فلا ترتع من الأمر. لأن فوق العالى عاليا يلاحظ والأعلى فوقهما" ( الجامعة 5 : 8 )