لا أدرى السبب الذى يدفع رؤساء الجامعات وعمداء الكليات للتعسف تجاه الطالبات المنتقبات لدرجة عدم الالتزام بتنفيذ أحكام القضاء، بأى منطقة يتعامل رؤساء الجامعات إذن؟ إذا كنا نتحدث عن دولة مؤسسات فمن الواجب والملزم على كل جميع المواطنين وخصوصاً المسئولين منهم الالتزام بأحكام القضاء وتنفيذها، وفى هذا السياق يضرب رؤساء الجامعات دولة المؤسسات فى الصميم ويدفعون مواجهتهم الكاريكاتورية مع المنتقبات إلى نوع من الشجار بين الفتوات والأهالى المستضعفين.
وإذا كنا نتحدث عن الجامعة المصرية العريقة التى نشأت بدافع مصرى وطنى لتشكيل عقول المنتسبين إليها، فمن الواجب على رؤساء الجامعات وعمداء الكليات النظر إلى التزام المنتقبات وغيرهن فى التحصيل العلمى ومساعدتهن على تلقى العلم بما يعود عليهن وعلى البلد عموماً بالنفع، بدلاً من الضرب بمستقبلهن عرض الحائط وطردهن بصورة، مهينة ومحزنة من قاعات الامتحانات لمجرد تمسكهن بإرتداء زيهن المفضل.
وإذا كنا نتحدث عن إدارة أزمة المنتقبات فى الجامعات المصرية وكيفية الحفاظ على الهوية الثقافية من أخطار الإنكسار الوهابى أو التخلف الأفغانى أو دفن الرءوس فى رمال الماضى، فمن الأولى برؤساء الجامعات ومسئول التعليم احتواء هؤلاء الخارجات عن النظام الثقافى المميز لجامعاتنا بدلاً من طردهن من الامتحانات، فوجود هؤلاء المنتقبات دليل فشل رؤساء الجامعات فى الحفاظ على الهوية الثقافية لجامعاتنا، وطردهن من الامتحانات دليل ضعف بالغ وارتباك لا يليق برئيس جامعة.
نعود إذن إلى السؤال الأول أو المخالفة الجسيمة التى يرتكبها رؤساء الجامعات ومعهم وزير التعليم العالى هانى هلال بعدم تنفيذ أحكام القضاء وهى مخالفة تستحق السجن والعزل من الوظيفة ومع ذلك يصر عليها رجال التعليم العالى ... لماذا؟ لأنهم ببساطة يعتقدون وهم ينقذون أجندتهم الأمنية أنهم يحافظون على الجامعة وعلى هويتنا الثقافية وعلى النظام العام، وفى حقيقة الأمر هم يخربون الجامعة ويدمرون هويتنا الثقافية ويكسرون النظام العام لصالح التوجه البوليسى القمعى بداخلهم.
أدعو رؤساء الجامعات وعمداء الكليات (دار العلوم نموذجاً) الفخورين بالانتصار على طالبة منتقبة لا تملك إلا "حسبى الله ونعم الوكيل" إلى الاقتداء بالدكتور أحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر وكيف تعامل مع هذه الأزمة، الرجل فتح الباب أمام المنتقبات لأداء الامتحان بشرط كشف وجوههن وخضوعهن للتفتيش فاستراحت المنقبات واستراحت الجامعة وكسب الطيب جولة من الحوار المحتمل مع أمهات المستقبل اللائى إذا أعددتهن أعددت شعباً طيب الأعراق، مش كده ولا إيه يا دكتور هانى هلال؟
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة