شاءت الظروف أن يتقابل فريقا مصر والجزائر فى الدور نصف النهائى لبطولة كأس الأمم الأفريقية، بعد اللقاء الدامى بينهما فى أم درمان، والذى تسبب فى موجات من الغضب والغلط بين عديد من الإعلاميين والرياضيين والمسئولين من الجانبين لدرجة هددت فعلاً علاقة الشعبية القوية المنسوجة بدماء الحرب ضد الاستعمار الفرنسى والاستعمار الإسرائيلى معاً .. طبعاً هذا الكلام القديم يبدو غريباً وسط مشاعر مشحونة ومجنونة بكرة القدم لشباب وشابات لم يشهد أهوال الاستعمار الفرنسى للجزائر ولا احتلال إسرائيل لسيناء، كما لم يشهدوا معارك التحرر والانتصار على المحتلين فى البلدين لكن قدراً من الوعى والحكمة أظنه لدى الكثير جداً من جماهير مصر والجزائر معاً، وهو ما تجلى فى كثير من التعليقات من جماهير البلدين التى وردت على أخبار فوز مصر على الكاميرون أمس، وعلى أخبار فوز الجزائر على كوت ديفوار أول أمس، فقد لفت نظرى العديد من التعليقات التى تبارك بحذر وتتمنى التوفيق للفريق العربى الأجدر بالفوز والوصول إلى المباراة النهائية، كما وردت العديد من التعليقات التى تدعو إلى جعل مباراة الفريقين يوم الخميس المقبل فرصة لاستعادة الأجواء الوردية بين مصر والجزائر. ونسيان نوبة الجنوب الطائرى وغير المسئول التى ظهرت فى أم درمان بناء على شحن إعلامى غير مسئول على الجانبين، وأجدها فرصة لأتبنى بدورى هذه التعليقات وأدعو لها بالانتشار حتى تصبح وعياً عاماً لجماهير الفريقين وفى النهاية سيكون هناك فريق عربى فى المباراة النهائية وعلينا جميعاً أن نشجعه ليحمل كأس الأمم الأفريقية للمرة الرابعة على التوالى.
من جهة أخرى تواترت الأخبار عن قيام الجزائر الشقيقة بإقامة جسر جوى لنقل مشجعيها إلى بنجالا حيث تقام مباراة الخميس، وهذا من حق الجزائر تماماً، بشرط ألا يكونوا من حملة السكاكين والمهددين بذبح المصريين، كما أدعو المسئولين عندنا إلى إقامة جسر جوى مماثل للمشجعين المصريين أيضاً حتى تخرج المباراة مثالية فى التشجيع، كما نرجوها مثالية فى الأداء الرجولى العالى لكلا الفريقين، وليكن الملعب فاصلاً للأكثر جهداً وإجادة .. وهى فى النهاية مباراة فى كرة القدم لا معركة على تحرير الأرض، يعنى روح رياضية وفوز وخسارة وتبادل إعلام وتهنئة للفائز وتحية للخاسر ما دام بذل أقصى جهده فى الملعب .. ومن جهتى .. "يا رب الفوز لمصر".
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة