أى الشعارين أقرب إلى قلبك.. "من أجلك أنت" الذى رفعه الحزب الوطنى الديمقراطى فى مؤتمره السنوى الأخير وروج له فى كل القنوات الفضائية والصحف القومية.. أم "لما تحب تجيب الجون كلم جدو على التليفون"..
بقدر ما يحمله الشعار الأول من معانٍ "وطنية" يقف وراءها نظام بأكمله، إلا أنه لم يصل إلى قلب وعقل كل مصرى بقدر ما وصل الشعار الثانى.. فمحمد ناجى "جدو" الذى لم يكن معروفاً فى سماء كرة القدم قبل 4 مباريات شارك فى كل منها لدقائق معدودة، فأحرز أهداف الحسم، وكأنه الكود السرى للكابتن حسن شحاتة ليرجح كفة الجانب المصرى فى كل مباراة.
مباراة الجزائر كانت خير دليل على أن شعار "جدو" أبلغ من كل الشعارات السياسية الحزبية التى تملأ الخطب الرنانة، والتى تحاول بكل الطرق الشرعية وغير الشرعية اختراق قلب مستمعها، لكنها دائماً ما تكون "ماسخة يفوح منها رائحة النفاق"، أما شعار "جدو" فكل الطرق أمامه مفتوحة يختار إياها ليدخل لقلب وعقل كل مصرى.
وسر انتشار شعار "جدو" يكمن فى كل كرة يتبادلها مع زيدان فى الثلث الهجومى من الملعب و"أريحيته" فى إسناد الكرات بمرونة واضحة لسيد معوض ولمسته المتقنة فى توجيه الكرة نحو المرمى دون أن يخطئ لينقل بها الفرحة من أنجولا إلى فرحة أكبر وأعم لكل الشعب المصرى، فرحة لأهالينا فى سيناء الذين ما زالت السيول "تجرف" تفاصيل حياتهم.. وفرحة أهالى الدويقة بعد يوم من محاكمة المتهمين فى انهيار الصخرة.. وفرحة للمصريين البسطاء المقيمين بالعشوائيات المنتشرة بمصرنا.. وفرحة لأهالى أسر قرية البرادعة التى أصابت المياه الملوثة أكبادها.. وفرحة ضحايا قطار العياط وفرحة لأسر قتلى حادث نجع حمادى.. فرحة لكل "الموجوعين" من قانون الضرائب العقارية الجديد.
فرحة نزيل بها من قلوبنا الحقد الذى ولّده فينا كبار البلد المتورطون فى قضايا الاستيلاء على المال العام ونهب وبيع الأراضى.. فرحة تنسينا كل قضايا الرشوة والفساد التى انتشرت حولنا.. فرحة نسد بها خروقاً وشروخاً كبيرة فى الجسد المصرى.. نداوى بها جرحاً كان سيمتد لسنين لو لم يقضِ عليه "جدو" الآن "من أجلك أنت".
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة