أنا وأى عاقل لسنا ضد سفر علاء وجمال مبارك إلى أنجولا لتشجيع المنتخب المصرى فى نهائى بطولة أمم أفريقيا2010 أمام المنتخب الغانى.. لأن أى واحد فى مصر يملك ثمن التذكرة أو لديه واسطة تضعه على طائرة إحدى الشركات الراعية يمكنه أن يفعل ذلك.. كلنا فى النهاية مصريون ومن حقنا تشجيع منتخبنا سواء كان فى أنجولا أو حتى فى أسوان.. وأنا وأى عاقل لا نؤمن بفكرة أن الرئيس وأبناءه وشهم وحش على المنتخب بدليل أن عهد الرئيس هو أكثر العهود التى رفعنا فيه كئوس رياضية على مستوى المنتخبات والأندية ربما لأن عهد سيادته طويلا أكثر من اللازم.. أو ربما لأنه بجد راعى الرياضة والرياضيين كما يقولون.
وبناء على ما سبق يصبح سفر علاء وجمال مبارك أمرا طبيعى الحدوث قانونيا ودستوريا ومنطقيا وطبيعيا ولايصح لأى متفزلك على الفيس بوك أن يسخر وقته للقيل والقال حول هذا الموضوع لعلنا ننجح فى حصر مساحات العبث التى تعوم فيها مصر.. لأن إطلاق دعوة تدعو لعدم سفر علاء وجمال ستعنى ردا من هنا وردا من هناك وبداية لمعركة ستفرح بها الفضائيات وتشغلنا بها البرامج عن ماهو أهم.
ولكن هل يعنى ذلك أن من حق علاء مبارك أو جمال مبارك أو قيادات الحزب الوطنى أن يسرقوا جهد لاعبو المنتخب الوطنى؟ هل من حقهم أن يقفزوا فوق أكتافهم للحصول على المزيد من الجماهيرية والرضا الشعبى؟ أعتقد لا.. ليه؟! أقولك أنا ..
لأن الذين شاهدتهم يوم الخميس وهم يذبحون منتخب الجزائر بالأربعة، هم نموذج لرجل الشارع العادى، وليس دكاترة وخبراء لجنة السياسات بحزب الحكومة، هم القادمون من حوارى ناهيا وبولاق والجيزة وشبرا والإسماعيلية ودمياط وكافة محافظات مصر، لا علاقة لهم بالحزب الوطنى، ولا يحضرون اجتماعات لجنة السياسات.
الذين هزموا الجزائر ويسعون نحو اللقب الأفريقى أمام غانا اليوم لا يتبعون الحزب الوطنى لأن الحزب الوطنى لا يكسب معاركه بهذا الشرف ولا يبذل هذا المجهود فى أرض المنافسة، ولذلك فليس من حق السادة المسؤلين سرقة ماحققه هؤلاء الذين ألقوا بالفرحة فى قلوب الناس الذين طحنتهم الأسعار وطوابير العيش.
جمال مبارك لم يلعب سوى فى الدورة الرمضانية، ولم يرتد سوى فانلة نادى الصقور ولم يرتد فانلة منتخب مصر إلا إذا كان اشترى الفانلة التقليد أو أهداه إياها أحد اللاعبين، ولم نسمع أنه وضع التشكيل أو خطة مواجهة الجزائر أو الكاميرون لكى تتصدر صورته إعلانات وأغانى الفرحة بالفوز الكبير على الجزائر أو بالبطولة إن شاء الله، هؤلاء اللاعبون الذين طحنوا عظام إيتو ورفاقه وسعدان وأطفاله فى أنجولا هم أنفسهم أبناء المواطنين الذين يطحن الحزب الوطنى عظامهم بالأسعار التى تعلو ولا تنخفض، فلماذا يتظاهر أمين لجنة السياسات وقيادات الحزب الوطنى بأنهم يرعونهم ويدعمونهم.. لماذا يريد أن يسرق فرحة هذا الفوز مع أنه لم ينزل الملعب ولم يعان من كوع إدريسو أو عنف نزير بلحاج أو عصبية شاوشى؟
صورة زيدان وأحمد فتحى ووائل جمعة وسيد معوض وجدو والحضرى هى التى تستحق أن تظهر على الشاشة وليست صورة جمال مبارك أو علاء مبارك مع كل تقديرنا واحترامنا لهما، وتهنئة الرئيس لا تستحق أن تخطف الأضواء من قدم زيدان التى بهدلت دفاع الجزائر.
هذا المنتخب الذى حقق تلك الانتصارات فى أنجولا ويستعد للحصول على الكأس اليوم بإذن الله هو منتخب شعب مصر وليس منتخب قيادات الحزب الوطنى ونصره وفرحته ملك للاعبيه ولجمهورهم الذى تتحطم أعصابه وتنحرق دماؤه مع كل هجمة على مرمى الحضرى وليست ملك رجال حكومة الحزب الوطنى المتخصصين فى حرق دم الشعب المصرى، والناس تعرف أن هذا النصر الذى جاء بالأربعة حصده11 لاعبا مصريا ليس من بينهم وبكل تأكيد قيادات الحزب الوطنى أو أبناء الرئيس مهما اجتهدت وسائل الحكومة الإعلامية فى تصدير صورهم للمشهد.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة