مجلس الشعب سيد قراره ومنصته ومضبطته ولجانه.. هذه إحدى الحقائق التى ترسخت فى أذهان أصحاب المجلس والمشرفين عليه، وبذلوا جهدهم ليوصلوها إلى المتفرجين "الناس" أو بمسمى آخر الشعب.. وسيد قراره، أى المجلس يمر هذه الأيام بمرحلة انتقالية يمكن أن نسميها "الدورة السنوية" ومن أعراضها التوتر والانفعال بين النواب والشد والجذب بين المستقلين والوطنى فى ظل غياب المعارضة الأليفة، التى هى أصلاً لم تكن جزءًا من النظام، لكنها أصبحت كذلك فى إحدى نوبات الدورة السنوية للمجلس.
ولمن لا يفهم دور وأهمية الدورة السنوية للمجلس، نقول إنها تنطلق بسيد قراره فى محطات وأفاق جديدة تغير شكل ونوعية العمل النيابى فى البلد.. فقد انتقلت هذه الدورة بالمجلس من ثنائية المعارضة والوطنى إلى ثلاثية الإخوان والوطنى والمتفرجين من المعارضة والشعب، كما انتقلت هذه الدورة بالمجلس من الصراخ تحت القبة إلى الردح والشتيمة تحتها وتحت أسقف القاعات التى تستضيف اللجان الفرعية، يمكن أن يسب وزير الدين أو يشتم نائب زميله بألفاظ يعاقب عليها القانون المواطنين، لكنه لا يعاقب النائب ذى الحصانة
ومن نوائب الدهر علينا، أن الدورة السنوية للمجلس، انتقلت بسرعة من مرحلة الردح والسباب بين النواب إلى مرحلة الضرب، وقد شهد المتفرجون أمس كيف صفع نائب الوطنى عادل شعلان زميله الوطنى أيضاً عبد الفتاح أمين على وجهه أثناء انعقاد لجنة الزراعة وفى حضور الوزير أمين أباظة.. يا ساتر.. الدورة تتطور بسرعة شديدة لدرجة الصفع بين 2 وطنى، يعنى مش بعيد تلاقى بكرة معركة السنج والمطاوى والجنازير بين 2 مستقلين إخوان و2 وطنى، والدم يبقى للركب داخل القاعات واللجان.. وساعتها قد يتصالح المتحاربون ويصدر قرار من سيد قراره بمسح الألفاظ الخادشة من المضبطة ومسح الصفعات من على وجوه المصفوعين والدم من أروقة المجلس.. طبعاً سيد قراره لازم يلم الليلة قبل نهاية الجلسات حتى لو صرخت النائبات وهرولن خارج القاعات أثناء المعارك وهن يصحن، يا لهوى..
السؤال الآن ونحن على أعتاب انتخابات برلمانية جديدة.. إلى أين تأخذنا الدورة السنوية لنواب المجلس بأعراضها الملفتة للنظر؟ ولماذا لا تدخل لجنة الصحة لتقديم أدوية ومهدئات للنواب تعويضاً لفشلها فى حل قضية أخصائى العلاج الطبيعى.. الموضوع خطيرة ولازم له وقفة.. والنواب يعزوا علينا ما داموا دخلوا المجلس حتى لو بالتزوير.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة