مدحت قلادة

مهندس عدلى أبادير شمس لا تغيب

الثلاثاء، 05 يناير 2010 07:11 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن كان من العسير أن تصف الجبال بشموخها وسموها، أو تصف المحيطات بعمقها واتساعها، فالأصعب أن تصف رجل مثل المهندس عدلى أبادير يوسف.. رجل يوهبه الله للبشرية كل عدة قرون حامل لصفات عديدة بها الكثير من المتناقضات ولكنها تسير فى هارمونى عجيب ففى شخصه العظيم تلك الصفات الحاملة الشجاعة، الإباء، الشموخ، الصدق، العطف، الحب، الشراسة بعد رؤية عميقة للأمور، الصراحة، الحزم، الخبرة النادرة فى معرفة نفوس البشر... كلما اقتربت منه اكتشفت شيئاً جديداً فمع كل ثانية تتعلم وتتطور ليس بكلمات نظرية بل بأفعال عملية.

كنت محظوظاً حظاً وفيراً فقد لاصقت المهندس عدلى مدة طويلة تابعت معه يومياً حتى الرابعة صباحاً اتصالاته بالقارات الخمس أثناء عقد الخمس مؤتمرات العالمية، عرفت منه المثابرة على تحمل الآخرين، وعناد وكبرياء آخرين، والتغاضى عن عيوب الكثيرين.. لأجل هدف أسمى وهو القضية القبطية لرفع الظلم عن أهل مصر، لقد أعطانى الرب إكليلا جميلا وهو بقائى مع أبى الروحى إلى أن صعدت روحه الطاهرة للسماء لتستقر فى أحضان آبائنا القديسين الأبرار.
تميزت حياة المهندس عدلى بأعمال عظيمة وهى:
مؤتمر زيورخ الذى تم عقده فى سبتمبر 2004 بعنوان "مسيحيين تحت الحصار" برعاية منظمة التضامن المسيحى العالمى، ونال هجوم جميع الصحف المصرية وعددا من الصحف العربية حاول أثناءها النظام المصرى تعطيل هذا المؤتمر، أو التدخل فى القرارات النهائية وبواسطة عدد من العملاء، ولكنه فشل وكانت بداية رفع القضية عالمياً استكمالاً لعمل المرحوم شوقى كراس وشركاء النضال.
نجح المؤتمر قبل إعداده... ويرجع الفضل للجيش الجرار من الصحف الصفراء والأمنية التى هاجمت المؤتمر ووصمته بمؤتمر صهيونى، ورفعت سيوف العمالة والتخوين على كل من شاركوا فى المؤتمر وبالطبع من أعد المؤتمر.

بعد نجاح المؤتمر اعتقدت أننا سوف نستريح بعض الوقت إلا أن المهندس عدلى واصل الاتصالات وكانت كلماته ترن فى آذانى دائماً: (يجب علينا دائما تصدير الثورة للأقباط الخانعين ليطالبوا بحقوقهم)، وكان شعاره الدائم "Keep hot" فكان يعمل للرابعة صباحاً كل يوم سبعة أيام أسبوعياً على مدار العام.
لم يكتف المهندس عدلى بذلك، بل عقد مؤتمرا فى واشنطن عام 2005 فى شهر نوفمبر ونجح المؤتمر عالمياً كما شارك فى المؤتمر نخبة من السياسيين، وحضره بعض رجال الكونجرس الأمريكى وشعار المهندس الدائم: (النجاح يغرى بالنجاح(، فعمل أكثر وأكثر وأجهد جسده ودخل المستشفى عدة مرات وكان يجول المستشفى ليبحث عن مكتب لعمل الفاكسات هنا وهناك، وكان يبذل نفسه وكان دائماً يردد إننى أسابق الزمن لعلى أقوم بعمل شىء نافع لأقباط مصر الغلابة، وحينما تعرض لمضايقات من بعض الأقباط كان شعاره: (أنا أعمل ليس لهؤلاء بل للغلابة المطحونين فى مصر).

امتداد الحب واتساع الكفاح... نظر بعيون ثاقبة وجد أن هناك أقليات مضطهدة كمثل الأقليات الشيعية، الآشوريين، القرآنيين، والأكراد، والسريان، والأرمن، واليزيديين، والصابئة والمندائيين.. واتسع حب المهندس عدلى فشمل جميع الأقليات ونظم لهم مؤتمرا عالمياً فى زيورخ شاركت أقليات العالم والمهمشين والمضطهدين فى منطقة الشرق الأوسط، فحملوا قضية الأقباط معهم أينما كانوا وانتشرت القضية القبطية مع المضطهدين وكسبنا العديد من الأخوة فى العالم أجمع.

أخيراً هناك الكثير والكثير من رحلة كفاح المهندس عدلى عشتها معه يومياً، كما أنه مازالت توجد جميع التسجيلات التى سجلتها معه، بالإضافة للأحاديث الصحفية التى كنت بجانبه فيها لأتعلم من معلم جاد صادق أمين ضن بمثله الزمن.
كبير السن لأقباط المهجر

لم يسع المهندس عدلى للقب كبير أقباط المهجر أو أبو أقباط المهجر أو البابا العلمانى.. ولكنه دائماً كان يؤكد: (أنا كبير السن للأقباط فى المهجر)، وإنما سعت إليه الألقاب من الإخوة المسلمين قبل المسيحيين، ونال عن جدارة لقب كبير أقباط المهجر والبابا العلمانى وأبو الأقباط.. بعد عمل شاق بذل فيه وقته وماله وحياته فقد حاول أن يتمثل بأبيه السماوى كأب للضعفاء، وحامى للمساكين.
أبى المحبوب الغالى مهندس عدلى أبادير يوسف:
كنت أميناَ فى القليل وبذلت الكثير أدخل إلى فرح سيدك لتتنعم، وأسمعك ولسان حالك يقول:
أمضى وتبقى صورتى انظروا الدنيا الغرور
لا تنتظروا عودتى إلى دار المآسى والشرور
فقد ضللت بمنزلى فى جيرة الله الغفور
حيث المسرة لم تزل تجلى المآسى من على الصدور
هنيئاً لك أبى الغالى.. فأنت شمس لن تغيب.. ستظل داخل قلوبنا.. ستظل تشعل فينا الحماس والحمية.. ولنحقق إرادتك "العيش الكريم لأقباط مصر" سنسير على دربك.. وستظل شمسك تضىء لنا الطريق حتى بحمية كحميتك.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة