فى مصر كان المثل السائد هو «محدش بينام من غير عشا»، ومع الارتفاع الجنونى للأسعار الذى ضرب جميع السلع أصبحنا الآن نخشى أن ينام المواطن دون «عشا»، فالجميع فشل فى مواجهة هذا العبث غير المفهوم وغير المبرر الذى يجعل كيلو الطماطم يصل إلى 15 جنيها، وكان منذ عدة أسابيع يباع بجنيه واحد فقط، ولكن لأننا شعب بلا حكومة تحميه من الجشع والاستغلال والاحتكار الذى تمارسه حفنة من التجار مستغلين حالة الاستسلام لهذالشعب تجاه كل الكوارث التى يتعرض لها دون أن يكون له رد فعل حقيقى لمواجهة هذا التوحش من جانب حفنة من المستغلين والمصاصين لدماء الغلابة من هذا الشعب.
لقد وصل حالة الغليان بسبب هذا الارتفاع الجنونى فى الأسعار إلى أن يتدخل الرئيس مبارك بنفسه للحد من تفاقم مشكلة الأسعار التى باتت تنذر بخطر كبير بعد أن طالت الجميع، وبات ألوف المصريين يشكون فى هذه الأيام من أنهم يبيتون ليلتهم حتى من دون وجبة غداء، وقد باتت هذه الحال الآخذة فى التوغّل جراء تدهور الأوضاع المعيشية للمواطنين، مصدر ضغط على صنّاع السياسة فى مصر خشية أن تؤدى إلى انفجار فى المجتمع.
ويعرف الجميع أن المصاعب المعيشية التى تواجهها الغالبية العظمى من المصريين باتت ركيزة أساسية لتوجيه سهام النقد إلى سياسات حكومة نظيف المتهمة دائما بأنها تخالف تعليمات الرئيس فى كل شىء، مما جعل تدخل الرئيس مبارك فى خفض سلعة هنا وأخرى هناك أملا لكل مواطن، وهو الدور الذى كان من المفترض أن تلعبه حكومة الدكتور نظيف.
وعلى الرغم من أن نار الأسعار التى حرقت جيوب وأجساد المصريين، فإن الملاحظ أن هذا الارتفاع لم يشغل بال الجماهير, بل انشغلوا فى مظاهرات طائفية وجدلية ظاهرها الإيمان وباطنها الجهل، ولو تفرغ المواطن الذى يخرج فى مظاهرة بالمسجد أو الكنيسة للاحتجاج على حكومة الغلاء لربما أصيبت حكومة نظيف بالخوف والرعب من هذا الشعب المستسلم لكل كوارث ومصائب وزراء الدكتور نظيف.
لقد أصبحنا الآن مطالبين بمواجهة مافيا ارتفاع الأسعار، وكذلك مواجهة وزارة نظيف التى فشلت فشلا ذريعا فى وقف نار الأسعار التى أكلت الأخضر واليابس.. مطلوب منا أن نعمل على وقف هذا التوحش فى الأسعار، والذى بات ينذر بكارثة حقيقية على رؤوس الغلابة والفقراء من أبناء هذا الشعب الذى تحمّل الكثير من السياسات الفاشلة لحكومة أصبح رحيلها الآن واجبا قوميا بعد أن أصبحت عبئا على كل المصريين.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة