لوحات زخرفية تسرق عينك ووجدانك.. وإذا بحثت عن مبدعها فسوف يتجه المنطق بذهنك إلى عجوز صاحب خبرات نادرة مسؤولة عن هذا الإبداع.. فإذا عرفت الحقيقة فستكون صدمة مفرحة عندما تعلم أن وراء هذه اللوحات «الطفلة» نور ذات السنوات الثمانى، هى كل عمرها وخبراتها فى الدنيا. «نور أحمد» طفلة عمرها 8 سنوات تعشق الرسم والخط العربى وتصنع منه أشكالا متعددة، فتتحكم بأناملها الصغيرة فى رسم الخطوط وتشكيلها على الورق بأشكال مختلفة تنحصر فى الأشكال العثمانية القديمة التى يرجع لها أصل الخط العربى، فترسم آيات من القرآن الكريم على أشكال مختلفة مثل الطاووس والأشكال العثمانية القديمة.
تقول نور: أحب الرسم كثيرا لكن أحببت رسم الخطوط وليس الرسم العادى مثل أى طفل يحب الرسم ويعتبره هواية، لكن كنت أعجب كثيرا وأنا سائرة فى حوش المدرسة باللوحات والمخطوطات ذات الزخرفة الجميلة، فقررت تعلم الخط العربى فى مدرسة الخط التابعة لقصر ثقافة «قصر التذوق» بالإسكندرية والتى يرأسها الفنان التشكيلى سعيد عبدالقادر وهو الذى يدربنا على تعلم الخط العربى. تضيف نور: بعد أن تقدمت لمدرسة الخط عرفت الفروق بين أنواع الخطوط المختلفة، فتعلمت من أستاذ سعيد أن هناك أنواعا كثيرة للخط أشهرها خمسة وهى الخط الرقعى، وخط النسخ، والخط الفارسى، والخط الديوانى، والخط الكوفى، وكتب لى أسماء الخطوط، كل كلمة بنوع الخط المناسب له، كلمة (الرقعة) كتبها بخط الرقعة وهكذا، فكنت آخذ هذه الكلمات الخمس لأنواع الخطوط الخمسة كمفتاح للتعرف على كل خط.
شاركت نور فى مسابقات كثيرة وحصلت فيها على أفضل المراكز فى كتابة أشكال مختلفة بالخطوط العربية، فتقول نور: شاركت فى مسابقة تابعة لقصر الثقافة بالإسكندرية وحصلت على المركز الأول فى مسابقة الخطوط، ومن وقتها زاد إعجابى بتعلم الخط أكثر وأكثر واتجهت للتعمق فيه لأصبح مثل أستاذى الجليل سعيد عبدالقادر. وعن أسهل أنواع الخطوط لنور قالت: أسهل أنواع الخطوط عامة هو خط النسخ، لكن بالنسبة لى أفضل دائما الكتابة بخط الرقعة بشعر فيه بالشياكة والزخرفة الحقيقية، وأيضا الخط الكوفى يعد نوعا صعبا لا يرسمه أى شخص إلا إذا تمرن كثيرا لكى يكتبه باحتراف وشكل جيد.
أما بالنسبة لمستوى نور فى تعلم الخطوط يقول أستاذها الفنان التشكيلى سعيد عبدالقادر: مستوى نور جيد جدا وتتعلم سريعا على عكس طلاب آخرين، فعمرها 8 سنوات وترسم الخطوط مثل الذين تعلموا لسنوات كثيرة، فرسمت لوحة فيها جملة «بسم الله الرحمن الرحيم» على شكل طاووس مثل الرسومات العثمانية. رغم أن نور عاشقة للخط العربى وتتعلمه بسرعة فهى تتمنى أن تصبح طبيبة تعالج الفقراء دون مقابل، لكنها ستتخذ الخط هواية لها وستظل ترسم وتكتب مهما تغير مسار حياتها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة