مجموعة أسئلة لابد لمسئولى وزارة الزراعة والهيئة العامة للخدمات البيطرية التابعة للوزارة من الإجابة عنها، أولها بالطبع، لماذا اتخذت الهيئة قرارها الغريب بإلغاء سفر لجان الإشراف على فحص وذبح الحيوانات بالخارج؟ وما هى الضغوط التى تعرضت لها لتتخذ قرارها هذا؟ وهل نسى مسئولو وزارة الزراعة فضيحة اللحوم المستوردة التى تحمل ديدان الساركوسيست وغيرها من الطفيليات والأمراض؟
نحن على أعتاب أكبر موسم لاستيراد اللحوم المذبوحة والحية مع اقتراب عيد الأضحى، واكتوينا سابقاً من فساد وفهلوة وانعدام الضمير لدى بعض المستوردين الذين يسعون لتحقيق الكسب السريع على حساب صحة المصريين الغلابة ولا يهمهم أن تتعرض الثروة الحيوانية عندنا للأوبئة والأمراض، وهى أمور كانت تستدعى مجموعة من الإجراءات والضوابط الحازمة لتنظيم استيراد اللحوم السليمة، وبدلا من التحرك فى هذا الاتجاه، أصدرت هيئة الخدمات البيطرية قرارها بمنع سفر لجان الإشراف.
إذا كان مسئولو وزارة الزراعة وهيئة الخدمات البيطرية لا يعرفون حجم المخاطر التى يمكن أن تتعرض لها الصحة العامة من جراء هذا القرار الغريب فتلك مصيبة، وإذا كانوا يعرفون ومع ذلك اتخذوا القرار، تحت تبريرات مافيا استيراد اللحوم بأن اللجان مكلفة ومعطلة إلخ، فتلك مصيبة أكبر وأعظم.
أغلب الظن أن الإهمال والعشوائية وعدم التخطيط هو سيد الموقف وأن السادة فى وزارة الزراعة اكتشفوا أنهم بصدد أزمة جديدة فى اللحوم المطروحة بالأسواق ونحن على مشارف عيد الأضحى، وأنهم لم يتخذوا مبكراً الإجراءات الكفيلة بضبط الأسواق وطرح الكميات الكافية للاستهلاك بمنافذ البيع، وكذلك إرسال لجان الإشراف مبكراً إلى البلاد المأمونة لضمان سلامة وصحة الحيوانات المذبوحة وملاءمة طريقة الذبح للشريعة الإسلامية، ورغم كل ذلك انطلقت تصريحات التهدئة بتوافر اللحوم بأسعار رخيصة فى الأسواق، فكيف يتم التوفيق بين العشوائية وعدم التخطيط فى هذا الملف وبين التصريحات الوردية؟
التوفيق تم بأن يخضع مسئولو وزارة الزراعة لابتزاز عدد من مستوردى اللحوم الذين أمسكوا الوزارة من "تصريحاتها" وأعلنوا أن مصاريف لجان الإشراف ستزيد من أسعار اللحوم عن الحد الذى أعلنته الوزارة فى تصريحاتها الوردية، مش كدة وبس، ده ممكن لجان الإشراف الغلسة تمنع توريد اللحوم بالسرعة المطلوبة، لأنها لا تعرف أن معدات المصريين التى هضمت سابقاً ملايين الدجاجات الفاسدة والأجبان المشعة تستطيع بسهولة هضم ديدان الساركوسيست واللحوم الفاسدة فى حال توفرها، الأمر الذى يمكن أن يحدث أزمة داخلية عندما يسأل الناس "فين اللحمة"؟، فيجيب المستوردون عندنا بأن الوزارة لا تشجع الاستثمار ولا مستوردى اللحوم، وأنها سبب أزمة اللحمة فى عيد الأضحى، وأنتم تعرفون الباقى.
لو كان بإيدى لأخرجت المنادين فى القرى والنجوع وشوارع المدن ليطلقوا دعوة مقاطعة اللحوم المستوردة بكل أشكالها، وليجلس أصحابها ومستوردوها الشطار وملوك الفهلوة واللعب بصحة المصريين يأكلون النفايات التى يتحفوننا بها أو يلقون بها فى البحر ربما يقبل السمك أن يتناولها.
قاطعوا النفايات والأمراض المستوردة والمسماة خطأ باللحوم.. قاطعوها لسلامتكم وسلامة أبنائكم يرحمكم الله.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة