وجهه يحمل معانى من الماضى يفتقدها الحاضر وابتسامته تحمل معانى مختلفة عن البهجة لما تعكسه من هموم.. يجلس وراء كومة من الأحذية المستعملة هى كل رأسمال تجارته التى يتمسك بها رغم اندثارها.
عم دواد إبراهيم بائع الأحذية المستعملة تشاهده يوميا أمام محطة مترو شبرا، وهو يبذل محاولاته التى لم يتوقف عنها منذ سنوات بهدف جذب زبائن لبضاعة نكرها الزمن وتجاوزتها حاجات الناس.
هو رجل سبعينى بدأ فى مهنة بيع الأحذية القديمة منذ أن كان عمره 18 عاما وعن مهنته التى لازمته طوال حياته يقول: «تعلمت هذه المهنة من والدى حيث كان يبيع الأحذية المستعملة، بعد أن يقوم بشرائها من الأسواق التى تبيع المنتجات المستخدمة، وكان يقوم بإصلاح العيوب البسيطة بها ويعيد تنظفيها ويبيعها مرة أخرى». ويضيف وهو يسترجع ذكريات سنوات طويلة مضت: «ولأننى لم أتعلم فلم يكن أمامى سوى أن أعمل مع والدى فى نفس مهنته فتعلمتها منه وبدأت أمارسها معه، فكنت أذهب معه للسوق نختار البضاعة ثم نقوم بإصلاحها على أيدينا حيث لم تكن ماكينات خياطة الأحذية موجودة ثم ننظفها جيداً ونبيعها فى الأسواق». وفى محاولة لمقارنة وضعه الحالى بالماضى يقول: «زمان يا بنتى كانت الناس بترضا بأى حاجة وبتشترى الحاجة حتى لو كانت مستعملة وكمان كانت الفلوس على أد الإيد، فكانت الناس بتشترى المستعمل لكن دلوقتى الشباب بيحبوا يشتروا على الموضة وقليل منهم يفضل المستعمل».
ويستطرد: «كل التغييرات دى أثرت بالسلب على شغلى ومبقتش أقدر أبيع الأحذية المستخدمة، بالرغم من أن أسعارها منخفضة تبدأ من 12 جنيها للحذاء الواحد». لم يستطع عم دواد رغم مرور السنوات أن يشترى ماكينة يستطيع من خلالها إصلاح الأحذية حيث أسعارها تزيد عن حاجته الأساسية لذا فهو يلجأ إلى الآن إلى محال تصليح الأحذية.
يعمل عم داود حوالى 10 ساعات متواصلة ويقول: «أنا باجى كل يوم من بعد العصر وبروح على الساعة 2 صباحاً».
لعم دواد أيضاً أسرة مكونة من 7 أبناء وزوجة كلهم تزوجوا وتركوه مع زوجته، وعن أسرته يقول: «الحمد لله ر بنا كرمنى وجوزت عيالى كلهم وربنا كرمنى فى تربيتهم من الفرشة دى واهى ماشية الحمد لله رزق يوم بيومه، وأهل الخير كتير وبيساعدونى».
وفى محاولة متكررة لإخفاء آثار التعب على ظهره ويده قال: «بس شغلى جابلى مرض فى الغضروف ومرض فى الأعصاب يسبب لى رعشة مستمرة، بسبب كثرة استخدام الإبر فى إصلاح الأحذية».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة