أقسم لك عزيزى القارئ أننى لم أحب يوما الأكل "الحراق" كما أننى لم أستطع حتى الآن أن اخلق مساحة ولو صغيرة من الود بينى وبين "الشطة" والفلفل "السخن"، بل وكنت أفر من هؤلاء فرار السياسى من كلمة "نزاهة"، وكنت أستعجب كثيرا من هؤلاء البشر فاقدى الإحساس قساة القلب الذين "يحشٌون" فى هذه الـ"الشطة" المدمرة وكانها خيار بلدى، وأنا قلبى يتقطع مع كل "قطمة" كانت تلك الأخيرة تنزل بردا وسلاما على أمعاء هؤلاء المدمنين للأكل الحراق، لن أنكر أننى كرهت كل ما ينتمى للشطة ويتفرع منها، وها أنا الآن أعترف أمامك باننى استيقظت اليوم وأنا أحبها حبا شديدا وانقلب كرهى لها عشقا، وأحلم باليوم الذى تمنحنى فيه الدولة وساما هلى هيئة "قرن فلفل" مذهب تقديرا على جهودى فى حب الوطن.. هل تعرف لماذا تبدلت مشاعرى تجاه "الشطة" لأنها منحتنى هديتين هذا الصباح، الأولى هى طلة فنانى المحبوب عادل إمام فى أكثر من صحيفة بعد اختفاء ثلاثة أيام.. تصوروا كل هذا الوقت وأنا لم أكحل عينى بصورته أو أغسل أذنى بصوته، وهو الحبيب الغالى.. بينما الهدية الثانية التى منحتنى إياها الشطة بأنها كانت سببا فى منع فنانى الموهوب من حضور لقاء الرئيس بالفنانين بعد أن أصابته باضطراب فى المعدة "الاسم المهذب للمغص" جراء تناوله ساندويتش جبنة بالشطة.
يا فنانى المحبوب لا تبتأس فهكذا العظماء دائما تهاجمهم النواقص السخيفة فى اللحظات الحاسمة، وتتحول حياتهم جحيما وهم على أعتاب الجنة، لكن وكما يقول المثل "كل تأخيرة وفيها خيرة" فربما كان عدم حضورك قد أوحى لكثيرين بأن مفهومهم عنك بأنك "فنان السلطة" قد أثبت عدم صحته فها هو الرئيس يجلس مع ممثلين من دور عيالك، وأنت لست معهم رغم أنك الزعيم، حتى أن بعض الخبثاء على المقاهى فسروا الأمر بأن عدم دعوتك هو الخوف من بعض الصحف المارقة بأن تخرج بعناوين على غرار "الزعيم فى حضرة الرئيس" أو "لقاء السحاب"، ونحن نعرف جميعا أنها أياما مفترجة ولا داعى لأن تذهب صحيفة أو اثنتان ضحية لتلبيتك دعوة الرئيس، البعض الآخر ممن لديهم بقية من حياء قالوا إنه لم يتم دعوتك من الأصل حتى لا تثبت أيضا نظرية "فنان السلطة" صحتها بمرسوم جمهورى.
الفنان عادل إمام عليه أن يعلم جيدا أن اعلانه بأنه دعى للقاء ولكن ساندويتش"جبنة بالشطة" منعه من الحضور ليس هو العذر الذى يرضى أعدائه، ولن يفرق مع محبيه أيضا، فالرجل متمسك بأرائه السياسية رغم كل الانتقادات، ويعتبر نفسه الزعيم رغم كل البراهين التى قدمها زملائه بأنه لقب وهمى، لكن أن يزايد عادل إمام على نفسه وعلى الرئيس وعلى "الشطة" أيضا فهذا هو الهراء بعينه، لأن الأمر لم يشكل أزمة لصاحب الدعوة، ولو حدث لكان وزير الثقافة والإعلام وكلاهما حضر اللقاء، أولى بتوضيح هذا الأمر كما أن قوله بأنه أبلغ علاء مبارك اعتذاره عن اللقاء زاد من التناقض فى روايته، لأن مسئولى المراسم برئاسة الجمهورية ونقيب الممثلين الدكتور أشرف زكى أولى بمعرفة هذا الاعتذار.. عموما يا أستاذ عادل هناك مثل ريفى قديم فى منتهى العبقرية يقول "إن كبر أبوك خليه يرعى الغنم" الأفضل لك أن تترك السياسة وهمومها لترتاح من المزايدين على مواقفك وتهتم بالفن ومشاكله ولينعم الله عليك بالصحة والعافية ويحميك من الإسهال والمزايدة.