حسين على، بائع الكتب، يتحدى الإنترنت ويرى أن الكتاب سيظل هو مصدر الثقافة الأول للإنسان بالرغم من انتشار الوسائل الحديثة التى تجد رواجا كبيرا بين الناس، ويقول «عرفنا القراءة من خلال الكتاب واعتدنا عليها هكذا منذ قديم الأزل».
ويقف حسين كل يوم من الساعة العاشرة صباحا وحتى الثامنة مساء فى أحد شوارع حى إمبابة يبيع الكتب الأدبية والفلسفية والعلمية لكبار الكتاب والأدباء، حيث يصنفهم فى مجموعات ويضعهم على منضدة بطريقة منظمة بعد أن يقوم بجمعها من المكتبات أو يشتريها من بعض بائعى الروبابكيا ويقف ليبيعها لعامة الناس الذين يقبلون على شراء هذه السلعة ذات الأسعار الزهيدة والمحتوى الغنى بالأفكار والمعلومات الثرية التى يفتقدها كثير من الشباب فى مجتمعنا هذه الأيام. حسين يبلغ من العمر 32 عاما ويعمل بمهنة بيع الكتب منذ أكثر من خمسة عشر عاما و يعتز بها وخاصة أنه ورثها عن والده عم على الذى كان يصطحبه إلى السوق معه وهو صغير إلى أن صارت مهنته التى يكسب منها قوت يومه.
حسين يشير لنا إلى أن القارئ الآن يركز على الكتب الأدبية والروايات التى تلطف كثيرا من الأزمات التى يعيشها.. كما أن الكتب الخارجية القديمة دخلت مجال الكتب المستعملة من أوسع أبوابه وارتفع سعرها بعد قرار وزير التربية والتعليم بمنع الكتب الخارجية.
يقول حسين إن انتشار التكنولوجيا الحديثة أثر على تجارة الكتب بشكل كبير حيث أصبح فى استطاعة أى شخص بسهولة من خلال التصفح على شبكة الانترنت الحصول على أى أعمال أدبية لأى كاتب أو أديب فى ثوان معدودة وبالتالى قراءتها من خلال جهاز الكمبيوتر، إلا أن تجارة الكتب مازالت تملك حصة كبيرة من الزبائن الذين اعتادوا على قراءة الكتب الورقية.
يقول حسين إن مهنة بيع الكتب لم تعد تدر دخلا كبيرا على صاحبها الآن خاصة بعد انتشار وسائل أخرى للقراءة عبر الانترنت، فهو يبيع الكتاب بأسعار تتراوح مابين ثلاثة وسبعة جنيهات على حسب نوع الكتاب المباع ويكسب من ورائها ما يقرب من عشرين جنيها يوميا، ويرى أنه دخل ضئيل بالنسبة لارتفاع الأسعار الذى نعيش فيه هذا العصر، كما أنه متزوج ولديه ثلاثة أولاد ولا يكفى هذا الدخل لقضاء مصاريفه إلا أنه مصمم على منافسة كبيرة مع مستخدمى التكنولوجيا الحديثة، ومؤمن بأن الكتاب هو خير وسيلة للقراءة والمطالعة لأى إنسان مهما وصل إليه من تقدم تكنولوجى.