شهداء سيناء ينطقون

فى نهاية الشهر الماضى أصدرت محكمة جنايات الإسماعيلية حكما مشددا على اثنين من المتهمين فى قضية بيع وحدات سكنية بقرية كورال بى بشرم الشيخ إلى أجانب بعقود بيع مزورة، والمعروف أن هؤلاء الأجانب هم إسرائيليون، وشغلت هذه القضية الرأى العام طويلا لأنها احتوت على وسائل نصب كبيرة، ومع صدور الحكم جاءت الحيثيات عبارة عن نص وطنى بليغ، تحمل كل كلمة من حروفه بمحاذير حادة عن المستقبل.

وتعبيرا عن القيمة الكبيرة لهذا النص الذى جاء من هيئة المحكمة التى أصدرت الحكم، وتكونت من المستشار الدكتور محمد الجنزورى، وعضوية المستشارين وحيد السعيد وأحمد عبد الباسط، أعيد بعض ما نشرته صحيفة الوفد من هذه الحيثيات فى عددها الصادر أول أمس.

قالت الحيثيات: "إن أرواح الشهداء التى سكنت جوانب تلك الأرض المقدسة وروت بدمائها رمال وأشجار سيناء تناشد أصحاب الضمائر الذكية والقلوب الطيبة والعقول المليئة بالكرامة والوطنية وسرعة الدفاع عن سيناء وحمايتها من الغزاة الجدد، والعصابات المنظمة التى تستغل ثغرات فى القانون للانقضاض على هذه الأرض المقدسة" وأضافت الحيثيات: "إن هذه الأرواح الخالدة تئن فى قبورها وتدمع فى نعيمها حتى نكاد نسمع أناتها وكأنها تقول لقد سالت بالأمس دماؤنا، وتحطمت أجسادنا ودفنا أحياء، وأجبرنا على حفر قبورنا بأيدينا، اليوم يتاجر فى أرضنا عدونا، ويعود إلى احتلالنا، والله إنا على فراق كل شبر فى أرض سيناء لمحزونون".

وقالت الحيثيات تحذيرا: "الغزو الأجنبى الجديد منظم تنظيما جيدا، وارتدى ثوبا جديدا لم نألفه من قبل، وتستر تحت ثياب القوانين المعمول بها لاغتصاب هذا الجزء الغالى والعزيز من أرض الوطن".