الحالة النفسية للحكومة

أعلم جيدا وعلى يقين أن د. أحمد نظيف رئيس الوزراء على درجة عالية من الأخلاق ومهذب جدا فى علاقاته إلى درجة أنه لا يوجه لوما عنيفا مهما كانت الأسباب لأى من الوزراء إذا ما كان أحدهم يستحق هذا لخطأ أو فعل قام به وأودى بالشعب إلى حالة من الغضب والحنق على رئيس الحكومة.
وربما يكون هذا معقولا لرئيس الوزراء فى علاقاته مع وزرائه.. ولكن غير مفهوم بالمرة أن يطبق هذا الأسلوب مع التجار الجشعين والطماعين والمحتكرين؛ ولقد أدهشنى وزاد من حنقى الشخصى أنه فى اجتماع مجلس الوزراء الأخير وفى مناقشة مطولة عن غلاء أسعار الطماطم والخضروات مع الوزراء المسئولين وبعد زيارة ميدانية لـ د. نظيف لبعض الأسواق.. خرج علينا بيان المجلس بتعبير غريب جدا لمعالجة هذا الغلاء؛ حيث ذكر البيان بالحرف الواحد "إن دراسة لمركز المعلومات لا تستبعد بعض التغيرات المتعلقة بالجوانب النفسية والذى يؤدى لبعض الممارسات غير الحميدة فى السوق المصرى".
وحسب توصيف الحكومة "الجوانب النفسية" المقصود بها استغلال وجشع التجار والبائعين؛ ولأن الحكومة مهذبة لم ترض لنفسها أن توجه نقدا أو وصفا لا يليق بأصحاب النفوس المريضة؛ وبالتالى لا يوجد فى القانون المحاسبة على الأمراض النفسية التى يعانى منها البائع.
والمطلوب من المواطنين أن يشتروا بأسعار غالية وهم راضين ورافعين أيديهم للسماء بالدعاء أن يمن الله بالشفاء على هؤلاء التجار، لأن الحكومة مش حتقدر تعالجهم بالقانون جراء ما يفعلون؟