مدحت قلادة

سامحهم يا أبى

الأحد، 24 أكتوبر 2010 07:59 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"كم قسا الظلم عليك كم سعى الموت إليك كم جرحت باضطهادات وتعذيب وضنك.. كما قسا الظلم عليك" كلمات سطرتها أيديكم الطاهرة منذ عام 1946 لتعَّبر عن كنيستنا المجيدة فى خضم كم التجارب والمحن التى اجتازتها، ولكن فى الحقيقة الكلمات تعبر أيضاً عن شخصكم فحياتكم منذ الطفولة ألم وتجارب منذ البداية اجتزتم التجارب واحدة تلو الأخرى بقلب مفتوح وصدر واسع منذ جلستم على عرش مار مرقس الرسول.

اخترتم الرهبنة والوحدة، هربتم من الضوضاء للبرية لتخلوا بخالقكم، ولكن اختاركم الرب لتجلس على الكرسى المرقسى بقرار إلهى فتتربع على قلوب أبنائكم وتعلمون الملايين الحب والتسامح.

أعطيتنا مثالاً حياً عن حب الوطن والوطنية وكلماتكم الصادقة "مصر ليست وطنا نعيش فيه إنما وطن يعيش فينا" مختومة على قلب كل مصرى أمين، نلتم شرف الخدمة بالجيش المصرى وحينما اختارك الإله لتقود الكنيسة كنتم سفيراً لمصر تنشر الحب للكل.

وطنيتكم صارت علامة من علامات المنطقة فأطلقوا عليكم بابا العرب حباً وتقديراً عن أعمال صادقة وليس بكلمات جوفاء، أحبك المسلمون والمسيحيون بل والعرب جميعاً صارت وطنيتكم مثالاً يحتذى به وعنوانا يرفرف على مصر فوطنيتكم وصوتكم الصارخ "لن ندخل القدس إلا مع إخواننا المسلمين" نالت رضاء الجميع إلا شخصا واحدا حاول إثناءك بكل الطرق فرفضتم وكانت الطامة الكبرى والصدام الأكبرأ ففى منطقتنا الحكام آلهة فكانت قرارات سبتمبر الظالمة وبعد شهر واحد "حصد ما زرعه" ورحل الظلم وبقيتم فى الدير 41 شهراً لتتربع على قلوب أبنائك ومحبيك فمكانكم داخل قلوب الملايين من أقباط ومسلمى مصر الشرفاء.

عشتم عصر التناقض بين هتافات أعضاء مجلس الشعب لكلماتكم بدخول القبطى مع أخيه المسلم القدس والتصفيق الحار من أعضاء مجلس الشعب نفسه لقرار سحب اعتراف الدولة بمكانتكم بابا للكنيسة القبطية إنها لحظات مؤلمة أن ترى محبيك ينالون منك غدراً إرضاء لآلهة بشرية أعمت عيونهم عن رؤى الخير فسلكت فى الشر فحصدت ما زرعته.

عشتم التناقض الفج فها دولة الكويت قدمت أرضا ومبانى منحة لبناء الكنيسة القبطية على أرضها، وعلى أرض مصر تعانى كنيستكم من قيود صارمة لبناء أو ترميم الكنائس بسبب تعنت محافظ أو ظلم مسئول.. شاهدتم فى عصركم الهجوم على الأديرة ومحاولات هدم أسوار أديرة وخطف الرهبان وضربهم.. وحرمان أبنائك من حقوق إنسانية فشعب مغاغة وبعض قرى سمالوط مازالوا يصلون فى العراء.. بسبب تعنت محافظ علاوة على هجوم إعلامى كاسح ليحول الجانى لمجنى عليه والعكس.

رحلاتكم فى كل دول العالم لافتقاد أبنائكم جعلتكم سفيراً لمصر تنشر الود والحب بين المصريين جميعاً فزيارتكم لأبنائكم فى بلاد المهجر بصحبة سفير مصر أينما ذهبتم لتعطوا لنا درساً وطنياً ليس بكلمات بل بأفعال.

نشرت الكرازة المرقسية فى القارات الخمس فسافرتم تدشنون الكنائس هنا وهناك لنشر الإيمان والحب والانتماء لمصر.

عانيتم من الأصدقاء والأعداء معاً، فالصديق تم شراؤه والتغرير به ليخونكم والعدو ثابت على فكره، ما زلت تعانى من الألم مثل سيدك فالخونة كثيرون ويهوذا فى كل مكان ليس بثلاثين من الفضة بل بالسعى لكرسى أو لقب.

صرتم مثل سيدكم تشتم فتبارك وتسامح، كثر عدد الذين يحاولون النيل من قامتكم الروحية السامية داخل قلوبنا ليؤكدوا أنهم ذوى النفوس الدنيئة يجدون اللذة فى انتقاد العظماء مثلكم.
أبى الغالى إن معاناتك شاهدة للعيان وآلامك معروفة لأبنائكم رأينا تساقط الدموع من عيونكم، يهوذا كائن معك ووسط أبنائك يحيط بك وقريب منك فالألم كبير والجرح عميق فكم يكون الألم إذا أتى من ذى القربى "وظلم ذى القربى أشد مضاضاً إلى النفس من الحسام المهند".

هل تعلم أن أبناءك يتألمون لألمك؟ هل تعلم أننا لن نصمت إزاء تأييد البعض لتلك المهاترات والتظاهرات التى هتفت ضدك؟ هل تعلم أن البعض ممن أكلوا على مائدة الوحدة الوطنية شاركوا فى تلك الأعمال؟

أخيراً بالطبع تعلم وبالأكثر تعلم أننا نحبك أبينا الغالى.

أبونا وراعينا الغالى قداسة البابا شنودة الثالث، إننا نعرف أن قلبك مفتوح متسع ممتلئ حباً وغفراناً سامحهم يا أبى لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة