فى الوقت الذى هدد فيه وزير الخارجية المصرى أحمد أبو الغيط بعدم المشاركة فى القمة الثانية لـ"الاتحاد من أجل المتوسط" ببرشلونة، بسبب تمسك إسرائيل بسياسة الاستيطان، كانت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث تعلن أن الاحتلال الإسرائيلى ينفذ حفريات جديدة، ويبنى شبكة أنفاق أسفل المسجد الأقصى وفى محيطة، وأن الحفريات تمتد من منطقة ساحة البراق وبمحاذاة الجدار الغربى للمسجد الأقصى، وصولاً إلى وقف حمام العين والمنطقة أسفل باب المطهرة الواقعة داخل ساحة المسجد من الجهة الغربية، وقالت المؤسسة إن الاحتلال يخطط لإقامة متحف "التسامح" مكون من ستة طوابق على مساحة 46 ألف متر مربع، على جزء من مقبرة مأمن الله الإسلامية بمدينة القدس بعد أن نبش أكثر من 2500 قبر فيها.
تهديد أبو الغيط الذى أعلنه يوم الخميس الماضى أمام اجتماع اللجنة الاقتصادية والمالية بالجمعية البرلمانية الأورو متوسطية، ربط فيه انعقاد قمة "الاتحاد من أجل المتوسط" بحدوث تقدم حقيقى فى المفاوضات المباشرة، واتخاذ إسرائيل مواقف بناءة.
المشكلة أن إسرائيل تعرف تماماً أن تهديدات من نوع عدم المشاركة فى قمم مثل "الاتحاد من أجل المتوسط"، لا يمثل لها أى قيمة، خاصة أن هذا الاتحاد لا يستطيع فرض أى ضغوط على إسرائيل، كما أن جانبه الأوروبى ينحاز إلى الدولة العبرية، وبرغم تفاوت درجات هذا الانحياز من دولة إلى أخرى، إلا أنه ينطلق من أساسيات فى النظر إلى إسرائيل أبرزها الحفاظ على أمنها، وتأسيساً على ذلك فإن تهديدات أبو الغيط لن تؤتى ثمارها فى شىء، بل لا نبالغ إذا قلنا إن الطرف الأوروبى سيسعى إلى إقناع مصر بالمشاركة، مع إحالة قضايا الخلاف إلى مناقشات فى المؤتمر، ولا مانع من إصدار توصيات لا فائدة منها.
أى تهديد عربى لإسرائيل، إن لم يستند على قوة عربية تشعر منها إسرائيل بأن هناك خطراً على أمنها لن يؤتى ثماره، وبالتالى لا تنتظروا خيراً من تهديد أبو الغيط.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة