إنه التوقيت المثالى لأن تحزن ياصديقى.. وتخشى على هذا الوطن من حاضره الذى لن يجعل المستقبل أفضل.. وأرجوك لا تتهمنى بالتشاؤم والعبث بالهمم السياسية الناهضة فقط على صفحات «الفيس بوك» وبعض الجلسات النخبوية التى تهوى الكلام..
دليل براءتى من تهمة زرع الإحباط موجود مابين القوسين فى الكلمات التالية وماهى إلا حالة رصد دون تدخل أو إبداء رأى.. هيا اقرأها وتعال لنكمل بعد ذلك ما نريد قوله..
(البرادعى الذى وضعوه رمزا للأمل والتغيير فى المرحلة القادمة اختفى ولم يعد يظهر إلا عبر موقع «تويتر» برسالة قصيرة مرة كل أسبوعين.. وجمعية التغيير التى تأسست لدعمه تعارك رجالها وطغت مشاكلها الإدارية والشخصية على ما كانت تناقشه من مشاكل الوطن، أيمن نور وحزبه أنت أعلم منى بحالهما، «كفاية» وشبابها الذين كانوا من أجل التغيير لم يتبق منهم سوى الشعارات الصفراء الباهتة على الأسوار منذ 2005، حركة 6 أبريل لم تنجح حتى الآن فى الخروج من شرنقة الفيس بوك وخلافات أعضائها تهدد نموها، الأحزاب الشرعية لا أمل فيها ولا رجاء ووجودهها يدعم النظام أكثر مما يدعم المعارضة، وأهل اليسار أنتم تعلمون أن حفلات الغناء ورعاية اعتصامات العمال هو أغلى ما يمكن أن يقدموه الآن).
كل الأجنحة التى يمكن أن يطير بها هذا الوطن فوق ظلمات العصر الحالى ليعبر إلى مستقبل أفضل مكسورة.. هذا ما يقوله حال تيارات المعارضة, وهذا ما تسبب فى انتشار مقولة شهيرة روج لها الإخوان والإعلام معا هى: الإخوان المسلمون هم التيار المعارض الوحيد المنظم وصاحب التواجد فى الشارع، وأصبحنا جميعا محبين للدولة الدينية أو كارهين لها نتعامل مع الجماعة على أنها خط الدفاع الأخير الذى قد يحمينا من اكتساح الحزب الوطنى والدولة لحين أن تقوم للقوى الليبرالية والوطنية قائمة وتتسلم الراية.. ولكن حتى هذا الخط انهار، سقطت جماعة الإخوان فى فخ الخلافات الداخلية لتصبح الساحة السياسية خالية للحزب الوطنى فى الانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة.
أرجوك لا تتعامل مع ما يحدث داخل الإخوان الآن على أنه «زوبعة فى فنجان» كما يقولون، فهذا الانشقاق الأخير للجبهة التى عارضت المشاركة فى الانتخابات ليس خلافا صحيا أو صراع آراء كما يروج الإخوان كل مرة، بل هو ضربة قاصمة للجماعة التى طالما تفاخرت بقدرتها التنظيمية ووحدة صفها.
ظهور جبهة الانشقاق هذه هو رد فعل طبيعى لتلك الكوارث التى حاولت الجماعة أن تخفيها مع قدوم محمد بديع ورحيل محمد حبيب واختفاء محمود عزت وإجبار عبدالمنعم أبوالفتوح على التراجع والصمت على وجود الشاطر فى السجن، ما يحدث الآن داخل الجماعة هو إعلان لمرحلة جديدة تشبه إلى حد كبير تلك المراحل التى سبقت خفوت نجم كفاية والبرادعى و6 أبريل، ولكن يتبقى للإخوان ميزة واحدة، وهى قدرة الجماعة على العودة مرة أخرى مع شخصيات استثنائية مثل أبو الفتوح أو خيرت الشاطر، وحتى حدوث ذلك نحن مجبرون على أن نقول ألف مبروك للحزب الوطنى على اكتساحه الانتخابات المقبلة، ولا عزاء لنا فى تلك الجثة الهامدة التى ستتركها لنا الانتخابات لمدة 5 سنوات قادمة أمام أعيننا ومكتوب على صدرها..«الوطن»!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة