يبدو أن كلمة «التغيير» باتت ذات حساسية مرضية.. وراح البعض لا يطيق سماعها، ويفهمها هؤلاء بأنها انقلاب سلمى غير محمود العواقب.. وعندما نكتب ونكرر ونؤكد على التغيير ومنح وإعطاء الفرص لوجوه جديدة شابة فى أرض كرة القدم.. لا نقصد أبدًا تطبيق المثل الشهير «انسف حمامك القديم»، ولكن نطالب بتنظيفه وترويقه وتجديده ووضع لمسات جديدة كل فترة زمنية ليظل محتفظا برونقه.. نعم لا نريد انقلابا مثلا ضد النجم الكبير محمد أبوتريكة، ولا نطالبه بترك المستطيل الأخضر، لأنه مازال قادرا على العطاء، ولكن نريد أن نستفيد من موهبته بأقصى درجة وأكبر حدود الاستفادة، وهذا لا يتأتى إلا إذا لعب بجواره لاعبون من الوجوه الشابة الجديدة يساهمون ويساعدون ويساندون النجم الكبير فى السرعة والمرونة، ويستفيدون أيضا من خبراته الطويلة وموهبته وقدرته فى ترجيح كفة فريقه، وقدرته على توجيه هؤلاء الشباب الجدد.. ولكن أن نستبعد لاعبين مثل أحمد شكرى وشهاب وعفروتو وأيمن أشرف وعبدالحميد شبانة بدعوى أنهم لا يملكون الخبرات الكافية.. فهذه كلمات ضد التطوير والتغيير وضد استمرار مسيرة الحياة، وعلى أصحاب هذه الخرافة أن يقولوا لنا كيف صار هؤلاء الكبار من أهل الخبرة إلا بمشاركتهم وتحمل خطاياهم وتوالى الإصرار عليهم، لأن الخبرة لا تولد مع الأجنة الصغيرة، ولا تأتى بالفطرة، ولكنها فعل تراكمى تصنعه المواقف وتكررها.. فإذا كان مثلاً حسام البدرى، المدير الفنى للأهلى، مازال متخوفا من الاعتماد على مشاركة هؤلاء الشباب فليأخذ العبرة ويراجع سيناريو مباراة فريقه الأخيرة أمام الترجى، ليتأكد أن هناك حالة إفلاس كروى كبيرة صاحبت معظم لاعبى الأهلى، وهى ما كانت سببا مهما فى حالة العصبية والنرفزة والرغى المباح مع لاعبى الترجى، مع الأخذ فى الاعتبار أننا لم ننحِ سوء مستوى لامبتى حكم المباراة ومساعديه.. وأخشى أن ينقلب البدرى على نجومه كلهم وينسف الحمام القديم بالكامل، وهذه تبقى خطيئة كبرى، وهذا ما أرفضه، ولكنى دوما مع التغيير المنظم الذى يدمج أهل الخبرة مع الشباب، ليخرج لنا منتج أو جنين شرعى غير مشوه يستطيع أن يكمل الأهلى به مسيرته الكروية.
> لا أجد سببا منطقيا لحالة التشنيع التى يتعرض لها المهاجم الصاعد محمد طلعت، ولا أعرف لماذا أخرجت الإدارة الأهلاوية العين الحمراء ضد اللاعب وانهالت فجأة آلة النظام الحمراء، وثبت ضيق صدرها ضد اللاعب، وأعلنت عن خصم 50 ألف جنيه، لأن اللاعب خالف تعليمات المدير الفنى وامتنع عن التدريبات وبات من السهرانين حتى صباح يوم جديد.. وأراها المرة الأولى التى أجد فيها إدارة الكرة فى الأهلى تفضح لاعبا لها حتى لو كان مخطئا، ولم أجد تفسيرا منطقيا سوى أن الإدارة تبحث عن تغيير لمسار الرغى العام عن مباراة الترجى الأخيرة، وتريد تحويل نظر جماهيرها إلى وجهة أخرى، وتريد أيضا أن تبعث رسائل مهمة بأن تلك هى آليات الانضباط والتخويف، ومازالت إدارة الكرة ممثلة فى النجم هادى خشبة قادرة على إعادة هيبة فريق الكرة الذى يبدو أنهم لاحظوا حالة التفكيك التى انتابته فى الآونة الأخيرة، ولكن لماذا تم كل هذا الكيل إلى لاعب صاعد لا يملك سندا ولا حصانة مثل طلعت، فى حين أداروا وجوههم تجاه خطايا عماد متعب وطرد بركات.. ودوما القوة الحقيقية لأى مسؤول يشعرها الجميع بإرساء العدالة وتطبيق اللوائح على الجميع دون تمييز.
> أشفقت كثيرا عى المداخلة التليفونية للإعلامية الكبيرة لميس الحديدى، وهى تعاتب حسن شحاتة، المدير الفنى للمنتخب، وهو ضيف قناة مودرن مع الإعلامى الكبير مدحت شلبى.. وسر إشفاقى أن لميس تقول كلاما جادا وتعطى درسا مهما فى حرية التعبير والانتقاد وحق المشاهد فى المعرفة، بينما الجانب الآخر يتكلم فى حوار بيزنطى غير مفهوم، ولا يملك سوى التقليل من المناقشة بادعاءات أن الإعلامية الكبيرة لا تعرف كرة القدم، ويواصل مذيع البرنامج المزايدة لإرضاء ضيفه شحاتة، بأن هذه اللعبة مختلفة تماما، ونقدها يحتاج إلى مفهوم آخر حتى إنه رفض تشبيه لميس الحديدى عندما أكدت أنها تنتقد مسؤولين كبارا ووزراء ولا يغضبون لإيمانهم بأن النقد هو طريق تصحيح الخطايا، وبعد هذه الوصلة التليفونية تأكدت تماما من مفهوم كلمة عابرة قالها د.وليد دعبس، رئيس القناة، أن البعض يفهم المنتخب أو النادى أنه ممتلكات خاصة ممنوع الاقتراب منه قطعيا، وأرى أن هذه الكلمة باتت مهمة لكى يتفهمها المدير الفنى للمنتخب الذى ضاق صدره وانقطع نفسه ولم يعد قادرا على تحمل أى كلمات لا تعجبه ولا تتماشى مع مزاجه العام، وبات المدير الفنى يعطى لنا نظريات وتعاليم جديدة فى كيفية النقد، وظل هذه الأيام يؤكد أنه يرفض التجريح، ولم يقل لنا مثالا واحدا لهذا التجريح، فلم أجد أحدا يقترب مثلا من حياته الشخصية على جميع المستويات.. بل كل الحوارات والانتقادات جاءت حول معنى واحد وهى لماذا ضاع العدل فى اختيارات المنتخب؟ ولماذا بات المدير الفنى يخشى النجوم؟ ولماذا صار يعمل ألف حساب لقوى الأهلى ويحرص على ألا يغضب جماهيره فى اختياراته؟ ولماذا اختفت النوايا الحسنة التى كانت صفة طيبة وأساسية فى المدير الفنى ومعاونيه؟ ولماذا باتت لهم أولويات واهتمامات أخرى تجلب لهم المنافع الشخصية بعيدا عن المنتخب؟ لا يهمنى كثيرا إذا صعد المنتخب ووصل إلى تصفيات كأس الأمم الأفريقية أم لا.. ولكن يهمنى أن تعود لى قناعاتى بأنهم يعملون دون حسابات شخصية، ودون مخاوف، وينسون حالة الحرص الدائمة على كرسى عرش الكرة، ويفكرون جديا بشكل ملموس كيف نذهب إلى كأس العالم القادمة فى البرازيل.