ميلاد صحيفة يشبه إلى حد كبير ميلاد إنسان.. مع الأولى تتفتح مسام جديدة للحرية تتجدد خلايا الديمقراطية، ومع الثانية تولد آمال وطموحات من العدم.. كنت محظوظاً مهنياً بالمشاركة فى لحظات الميلاد الأولى لـ اليوم السابع قبل حوالى ثلاث سنوات.. على مدار ثلاثة أشهر كاملة قضيتها بين جدران الطابق الـ 18 فى أشهر بنايات منطقة المهندسين بقلب القاهرة عشت خلالها مراحل التحضير الأولى لانطلاق مسيرة هذا المشروع الصحفى المتميز متطلعين لتقديم تجربة صحفية جديدة..
فى تلك الفترة الوجيزة قابلت زهوراً صحفية كانت تبحث عمن يمنحها الفرصة.. بعض هؤلاء الزملاء جاءوا من أقصى صعيد مصر يحدوهم الأمل فى الالتحاق ببلاط صاحبة الجلالة والبعض الآخر نزحوا من مؤسسات صحفية كانت منارات ومدارس لتفريخ الصحفيين قبل أن تتحول إلى عزب تسكنها الغربان والأفاعى..
على مدى ثلاث سنوات استطاعت هذه البراعم الصحفية أن تثبت كفاءتها وبراعتها، عبر مواصلة الليل بالنهار حتى أصبحوا علامات مشرقة فى هذه الصحيفة الشابة المشتعلة بالحيوية والنشاط.
تجربة العمل مع فريق اليوم السابع– رغم قصرها– تركت مكانة مميزة فى داخلى.. وأصبح لدى ضعف شديد تجاه اليوم السابع وفريق العمل بها.. فقد كنت أول من وصل إلى مقر الصحيفة، فوجدته خاوياً بلا مكاتب ولا كراسى.. فعقدنا أول اجتماعاتنا وقوفاً وبدأنا تدريجياً نؤسس المقر حتى وصل إلى وضعه الحالى..
أعترف بأن اليوم السابع أضافت لى الكثير من الخبرات التى كنت فى أمس الحاجة إليها.. يحسب لهذه التجربة أنها وفرت لى الاحتكاك المباشر بزملاء وأساتذة كنت أعرفهم من إنتاجهم الصحفى فقط حتى جمعنا رئيس التحرير الزميل خالد صلاح حول مائدة واحدة تبادلنا فيها الخبرات والأفكار الصحفية الطازجة، وتناولنا الوجبات الشهية معاً وتقاسمنا كل شىء وقضينا بين جنبات المكان أوقاتاً لاتنسى.
إن فوز اليوم السابع الأخير.. يعد فوزاً للصحافة المصرية كلها، وخطوة أراها تعيد الأمل إلى نفوس آلاف الصحفيين المحبطين الذين أصابهم اليأس من حالة التردى التى وصلت إليها صحافتنا فى الفترة الأخيرة.. بهذه المناسبة أنتهز الفرصة لتقديم التهنئة لجميع زملائى فى اليوم السابع وأدعوهم لمواصلة حمل لواء هذه المهنة الرائعة التى لولا حبنا وإخلاصنا لها لصارت الدنيا ظلاماً فى ظلام من حولنا.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة