خطوة تستحق الاحتفال، أعنى هبوط أول طائرة مدنية مصرية فى مطار طهران الدولى بعد 31 عاماً من المقاطعة والقطيعة غير المبررة بين دولتين محوريتين فى المنطقة.
هبوط الطائرات المصرية فى إيران وتسيير مثيلاتها الإيرانية إلى القاهرة بحكم الاتفاق الذى تم توقيعه منذ يومين باستئناف الرحلات الجوية المباشرة للمرة الأولى منذ عام 1979، يمثل تطوراً كبيراً فى العلاقات بين القاهرة وطهران على المستويين الاقتصادى والسياسى، حتى لو خرجت التصريحات الرسمية من الجانبين تؤكد على الطابع الاقتصادى البحت للاتفاقية.
إذا وضعنا التطور الأخير فى العلاقات المصرية الإيرانية، والذى يحتاج إلى خطوات أخرى من الجانب الإيرانى تؤكد على عدم التدخل فى شئون دول عربية مجاورة، إذا وضعناه إلى جوار العلاقات المصرية التركية الجيدة، نكون أمام مثلث إقليمى قوى يقوم على مشتركات حضارية وثقافية وتاريخية، ويستطيع أن يحقق الاستقرار لمنطقة الشرق الأوسط بعد أن عانت طويلاً من التوتر الناتج عن توريط الدول العربية فى صراعات إقليمية، وإشغالها برد العدوان الإسرائيلى المتكرر على أراضيها.
ورغم أن البعض ربط التطور الأخير فى العلاقات المصرية الإيرانية، بمشروع القانون الذى يسعى الكونجرس الأمريكى لاستصداره حول ضوابط الانتخابات البرلمانية المقبلة فى مصر، ورآه البعض الآخر نوعاً من المناورة والقفز للأمام فى مواجهة الضغوط الأمريكية بشأن ملفات الحريات وحقوق الإنسان والديمقراطية، إلا أن هذا التطور الأخير يأتى رداً على تزايد الرأى القائل بتراجع الدور المصرى إقليمياً ودولياً، وتعقد عديد من الملفات التى تصدت الإدارة المصرية إلى حلها، أو بروز قوى صغرى لمحاولة لعب أدوار تفوق حجمها السياسى والتاريخى بديلا عن القاهرة.
فى كل الأحوال نحن أمام خطوة تستحق الاحتفال، كما تستحق من القاهرة وطهران البناء عليها للوصول إلى المثلث الإقليمى الفاعل بين القاهرة وأنقرة وطهران.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة