اعتاد على سماع العود منذ صغره، حتى أدرك أنه لا يستطيع الاستغناء عنه، منحته ثقة أهله وتشجيعه على ممارسة هواياته الحافز على الاستقلال بنفسه واتخاذ قراراته.
محمد أبو ذكرى «أصغر مدرس عود مصرى فى بيت العود العربى.. عند بلوغه 15 عاما تتلمذ على يد عازف العود العراقى نصير شمة مؤسس بيت العود، يمثل مصر فى المحافل الخارجية والدولية، أصغر مشارك مصرى فى ملتقى العود العربى، شعاره فى الحياة «لا تكن إلا نفسك»، يدرس حاليا فى كلية الفنون الجميلة بجامعة ليون الفرنسية.
بعد يومين من زيارته لمعهد الموسيقى العربية أدرك أنه لن يظفر بالجديد ولا الفائدة.
يحكى محمد عن بدايته مع العود قائلا: «لما كنت بسمع عمى وهو يعزف على العود أغانى أم كلثوم وعبد الوهاب تغمرنى سعادة كبيرة، كان صوته يريحنى، أحببت شكل الآلة، كنت وقتها قد بلغت 11 عاما، لاحظ والدى اهتمامى بالعود وفاجأنى بشراء عود، واستقبل أحد مدرسى الموسيقى الذى كان كفيفا ليعلمنى كيف أتعامل مع هذه الآلة، وبالفعل بدأت أولى خطواتى فى طريق لم أكن أعلم وقتها أنه سيتحول إلى مهنة واحتراف، كان تعلمى بطيئا لكنه ممتع، حتى رأيت نصير شمة فى التليفزيون وسمعت عزفه»، يستكمل محمد وهو منبهر «كانت نقطة تحول فى حياتى جعلتنى أريد أن أكون مثله وأتمنى أن أتتلمذ على يديه».
أصعب لحظات حياته «أول حفلة عزف فيها خلف نصير شمة»، وأكثر أيامه سعادة «يوم حفل تخرجه 2007 بامتياز وحصوله على لقب أصغر أستاذ مصرى فى بيت العود»، وأقسى الفترات التى عاشها «أولى شهوره فى فرنسا فى ظل الضغط النفسى للغربة وعدم إقامته أى حفلة لمدة شهرين».
يواصل محمد «ارتعاش رجلى فى أولى حفلاتى كان مقدمة لسعادة وثقة بعد إعجاب الناس بعزفى، وهو أيضاً ما جعلنى أصاب بالإحباط لعدم إقامتى أى حفلات فى أولى شهورى بفرنسا، فذهبت إلى إحدى المكتبات المواجهة للجامعة فى ليون، وطلبت منهم إقامة حفلة مجانا، كان الإقبال كبيرا واندفعت فى عزف ألحانى مما كان له أثر طيب فى نفس الحضور، وعادت ثقتى إلى نفسى».
دعم أهل محمد كان عاملا على سرعة تقدمه الفنى، رغم الانتقادات التى واجهها فى ظل انشغاله عن الدراسة وسفره الكثير الذى تعارض ذات مرة مع امتحانات الثانوية العامة، ولم يستعد وقتها للامتحان إلا قبلها بيومين، بالإضافة إلى دراسته فى فرنسا واغترابه عن أهله، لكنه يقول «أنا مش شايف إن السفر فيه مشكلة طالما محافظ على مبادئى وهدفى العمل».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة