الأمر الوحيد الواضح بشأن الانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة أن النظام الحاكم يريد للأمور أن تعود إلى ما كانت عليه قبل عام 2000.. حياة سياسية بلا دعوات تغيير صاخبة أو حركات سياسية تتظاهر فى الصبح والليل أو إخوان لهم قاعدة شعبية ونواب فى البرلمان، أو شباب لا شىء على لسانهم سوى التغيير.. التغيير.
راجع كل الأخبار والأنباء الواردة بخصوص الانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة، وسوف تجد صوراً ضبابية حاضرة وأسئلة بلا حسم تطل برأسها داخل أجواء الانتخابات باستثناء سؤال واحد هو.. هل ستسمح الدولة للإخوان بالحصول على 88 مقعداً مرة أخرى؟ وهل ستسمح بظهور قوى لمرشحين مستقلين محترمين؟.. المؤشرات المستخلصة من جميع التحركات الرسمية والأنباء الواردة من فوق وتحت ترابيزات الأخبار تقول بوضوح إن تحركات الدولة وأجهزتها وإعلامها تسير بوضوح فى طريق الإجابة على هذا السؤال بأنه من المستحيل حدوث ذلك لتصنع بذلك شعاراً واضحاً للانتخابات القادمة يقول "لا إخوان ولا معارضة بجد وجد فى البرلمان بعد اليوم!".
الإخوان والعقلاء والمخلصون من أهل المعارضة يعرفون ذلك والمتابعون شعروا بذلك منذ تلك اللحظة التى تم فيها إقحام الأحزاب السياسية وحزب الوفد، ثم تلك اللحظة التى عرض فيها مسلسل "الجماعة" على شاشة التلفزيون المصرى وحظى بتهليل وترحيب وتفخيم إعلام الدولة الرسمى، ثم إنشغال الحزب بوضع أعتى مرشحيه، سواء من الوزراء أو المشاهير فى دوائر الإخوان الكبرى، ثم ظهور نغمة سادت فى معظم الأوساط السياسية بأن الانتخابات القادمة قد تشهد عودة سلاح التزوير وتقفيل الصناديق كحل أخير لمنع حصول التيار الإسلامى على أى كرسى داخل البرلمان، أو على الأكثر حصوله على كرسى أو اثنين.
سخونة الأوضاع فى الدوائر الانتخابية، خاصة تلك المعروفة بوجود ثقل إخوانى بداخلها، وإصرار تيارات المعارضة المصرية والحركات السياسية على أن الانتخابات القادمة هى انتخابات البلطجة والتزوير معتمدين على صمت الدولة وتجاهلها مطالب ضمان نزاهة الانتخابات لفتت أنظار الصحف الأجنبية فى أمريكا وأوروبا التى أطلقت العنان لصفحاتها الأولى فى نشر أخبار وتقارير تشكك فى نزاهة الانتخابات القادمة، وتتحدث عن أعمال تزوير متوقعة، حتى أن محطات تلفزيونية مثل فوكس و"سى إن إن" خصصت أوقات من برامجها الشهيرة لمناقشة مصير الانتخابات البرلمانية القادمة فى مصر.
تسأل الآن عن أهمية كل هذا السرد والحكى؟!.. هذه يا سيدى إجابة مسبقة على كافة الألغاز التى تحيرك الآن، والتى سوف تتفنن فى جلب الحيرة والدهشة والغضب إلى قلبك خلال الشهور القادمة.. إذا وجدت برامج التوك شو قد هدأت والصحف قد عادت لنشر التقارير الرسمية مع بعض التحابيش.. فتذكر تلك السطور السابقة لكى تريح أعصابك، وإذا وجدت أنصاف متعملين وسياسين يسيطرون على أغلب مقاعد البرلمان، وبدأت تسمع للأحزاب السياسية صوتاً، وأفجعك التزوير والتزييف والتلفيق فى الانتخابات القادمة فتذكر هذه السطور وكن على يقين أن موسم تقفيل البلد قد بدأ قبل موسم تقفيل الصناديق الانتخابية.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة