أرسلت نادية عبد الفتاح تقول: ابنتى عندها أربع سنوات وتعانى من خنف أثناء الحديث، وعندما كانت صغيرة كان الطعام يرجع من أنفها أحيانا ولكنه لا يرجع الآن، كما أن سقف حلقها ليس به أى شق فما سبب هذا الخنف وما علاجه؟
تجيب د.نيفين حسن نشأت، مدرس مساعد أمراض التخاطب بالمركز القومى للبحوث قائلة: فى الشخص الطبيعى تخرج الأصوات فقط من الأنف وعند نطق الأصوات الأخرى فإن سقف الحلق يتحرك لإغلاق الفتحة بين التجويف الأنفى والفمى فيخرج الصوت طبيعيا بدون خنف.
أما عند ظهور الخنف فهذا يعنى تأثر حركة سقف الحلق وعدم قيامه بوظيفته وفى هذه الحالة يكون إخراج بعض الأصوات صعبا نظرا لغياب القدرة على القيام بالحركات المطلوبة لإصدار الصوت.
ولتعويض هذا الخلل يقوم الطفل بتغيير مخارج بعض الأصوات فمثلا من الممكن ألا ينطق /ك/ و يحولها إلى /أ/ أو /س/ يحولها /خ/ مما يساهم أكثر فى عدم وضوح كلامه وعدم قدرته على التواصل مع الآخرين.
وبالنسبة لطفلتك بما أن الخنف عندها مستمر منذ الطفولة مع رجوع الطعام من الأنف عند البلع، فأغلب الظن أن هناك خللا عضويا فى سقف الحلق أى أنه من الوارد أن يكون هناك ضعف فى عضلات سقف الحلق حتى فى حالة عدم وجود شق مفتوح فيه.
هذا الضعف قد يكون نتيجة لخلل فى اتصال عضلات سقف الحلق ببعضها، لكن عدم اتصال العضلات هذا لا يكون واضحا لأن الغشاء الخارجى المبطن لسقف الحلق فى تجوبف الفم يغطى هذا الشق ولا يستطيع اكتشافه إلا الطبيب. من المحتمل أيضا أن تكون الأعصاب المغذية لعضلات سقف الحلق لا تعمل بشكل طبيعى.
لذلك فإن ابنتك فى حاجة إلى زيارة الطبيب للوصول إلى تشخيص صحيح حتى يتمكن من عمل تدخل جراحى لتعويض هذا الخلل فى حركة سقف الحلق.
كما أنها ستحتاج إلى جلسات تخاطب لعلاج مشاكل النطق لديها والتى تظهر مع ضعف حركة سقف الحلق لأن اختفاء عيوب النطق لا يختفى بعد العملية الجراحية حيث إنها تصلح الخنف فقط ولا تصلح عيوب النطق الناتجة عنه.
وقد يتبقى بعض الخنف بعد العملية حتى إذا تمت بنجاح لأنه غالبا ما يكون الطفل قد اعتاد التحدث بهذه الطريقة ولكن يتم التغلب على هذا بتدريبات أثناء جلسات التخاطب. بعد ذلك يعود الطفل بإذن الله للحديث بصورة طبيعية . ولكن كلما كان العلاج الجراحى والتخاطبى سريعا كلما كان ذلك أفضل وساعد فى الحصول على نتائج مبشرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة