منذ أن بدأت النشر سنة 1974 وحتى اليوم، كتبت وعملت صحفيا فى عدة صحف ووكالات أنباء عربية، لكنى رفضت منذ البداية العمل أو مجرد الكتابة فى أية صحيفة تصدرها الحكومات المصرية (الصحف القومية) وحتى اليوم، ولم أتقاض مليما واحدا ولم أنشر حرفا واحدا فى أية مؤسسة تابعة للحكومة المصرية مع أننى كاتب محترف لا أملك إلا قلمى كمورد واحد لطعامى وطعام أولادى، وعندما قررت العودة للكتابة والنشر فقد اخترت "اليوم السابع" كخيار وحيد، وبهذه المناسبة أهنئ نفسى وأهنئ كل الأساتذة وكل أصدقائى وإخوتى وأبنائى العاملين بجريدة وموقع لـ"ليوم السابع" الذين أثبتوا أحقيتهم بالتقدير العالمى لهم ولجهودهم المباركة بمنح "اليوم السابع" جائزة "فوربس" العالمية فى الصحافة، لذلك فقد تأكدت من صواب موقفى عندما قررت العودة للكتابة والنشر واخترت "اليوم السابع" كخيار وحيد ولأسباب كثيرة أيضا أهمها مجموعة مبادئ آمنت بها وكان من ضمن ما دفعته ثمنا لهذه المبادئ هو السجن وقبله كان الفصل من كلية الآداب جامعة الإسكندرية، حيث اضطررت لإكمال دراستى فى جامعة بغداد ثم جامعة بيروت العربية فى بيروت، وطوال عمرى لم أحافظ على انتمائى لأية مؤسسة إلا نقابتى التى أتشرف بالانتماء لها والنادى الأهلى الذى تشرفت دائما بانتمائى له، وحافظت دائما على انتمائى لهاتين المؤسستين، وحرصت دائما على ممارسة حقى كمواطن ينتمى لهما فلم أتخلف عن أية انتخابات جرت فى كليهما، ومنذ أن أتى الراحل الكبير "صالح سليم" إلى مجلس إدارة الأهلى بعد أن كان مديرا لفريق كرة القدم بالنادى ثم عضو مجلس الإدارة ثم رئيسا لمجلس الإدارة، ومنذ ذلك الوقت وقد أيقنت كما أيقن كل أعضاء الجمعية العمومية للأهلى بأن مرحلة نهضة الأهلى فى العصر الحديث قد بدأت، لذلك فإننى وحتى هذه اللحظة لم أخالف ولو مرة واحدة فى انتخابات الأهلى العرف السائد بين الأهلاوية (الصالحاوية/ نسبة إلى صالح سليم) من انتخاب القائمة الصالحاوية بالكامل، حيث كان "صالح سليم" يختار من يراه الأصلح لدخول مجلس الإدارة ويدخل بهم الانتخابات فى قائمة واحدة وهذا ما يتبعه حتى اليوم "حسن حمدى" و"محمود الخطيب" بصفتهما من كبار الصالحاوية الذين بدأت نهضة الأهلى الحديثة على أيديهم، مرة واحدة خالفت فيها هذا العرف السائد بيننا نحن الصالحاوية وفى حياة "صالح سليم" لكنى لم أخالفها بعد ذلك أبدا، كانت المرة الوحيدة التى خالفت فيها وانتخبت واحدا من خارج القائمة الصالحاوية كانت لانتخاب "طاهر أبو زيد".
كان التيار الصالحاوى قد أعد القائمة التى سوف يخوض بها انتخابات الرئاسة ومجلس الإدارة، وكان اسم "طاهر أبو زيد" خارج القائمة لخلاف فى الرأى بينه وبين "صالح سليم"، ولأننى أعول أسرة تمتلك 12 صوتا انتخابيا من زوجة وأبناء وزوجات وأزواج أبناء، فقد اجتمعنا جميعا (كتقليد أسرى) داخل النادى الأهلى حيث علق جميع أفراد الأسرة صورة لصالح سليم على صدر كل منا وجلسنا نتشاور فى أمر انتخاب "طاهر أبو زيد" وكان كل أبنائى قد احتاروا فى أمر انتخابه ولأنه خارج قائمة الصالحاوية فإنهم رأوا جميعا (وأنا معهم) أن انتخاب "طاهر أبو زيد" وهو خارج القائمة يعتبر عدم أمانة وعدم وفاء لرمز الأهلاوية الكبير وأنهم فى نفس الوقت يعتبرون أن "طاهر" هو أحد رموز الأهلى رغم صغر سنه وأن عدم انتخاب "طاهر" يعتبر عدم أمانة وعدم وفاء للنادى الأهلى الذى ولدوا وترعرعوا جميعا بين جدرانه، فقررت أن أخرج نفسى وأخرج أسرتى من هذا المأزق بإخبار "الكابتن" بأننا سوف ننتخب "طاهر"، وعلى الفور قمت وتوجهت إلى مكتب الإدارة الذى يجلس فيه "الكابتن"، وتصادف وأن قابلت فى طريقى الكاتب الكبير "يوسف عوف" والفنان الكبير الدكتور "حسن حسين" فأخبرتهما بما عزمت عليه من انتخاب "طاهر أبو زيد" وأننى ذاهب لإخبار الكابتن "صالح سليم" بما اعتزمت عليه فاستحسنا الفكرة وقررا الدخول معى على "الكابتن" والاستئذان منه أيضا لانتخاب "طاهر" ودخلنا عليه وكان يجلس معه كل من ابنه الفنان النجم الرائع "هشام" والفنان الكبير النجم "صلاح السعدنى" وبعد التحية والسلام قلت للكابتن بأننى وأسرتى سوف ننتخب "طاهر أبو زيد" ونتمنى من "الكابتن" أن يسمح لنا بذلك، وكم كان "صالح سليم" رقيقا وعذبا عندما رد ضاحكا بأنه لا غضاضة فى هذا الأمر وأنه يعرف أن "طاهر أبو زيد" سوف ينجح فى الانتخابات لحب الأهلاوية واحترامهم له، وصافحت "الكابتن" وخرجت وصحبت أسرتى إلى الشادر المقام والذى أعد للجان الانتخابات وكنا جميعا نعلق صورة "صالح سليم" على صدرنا بصفته الرئيس، وكان "طاهر" يقف لاستقبال الناخبين من أعضاء الأهلى وكان على يمينه "ربيع يس" وعلى يساره "مجدى عبد الغني" فمددت يدى وصافحت "طاهر" ورأيت بعض التوتر على ملامح "مجدى عبد الغنى" وهو ينظر إلى صورة "صالح سليم" المعلقة على صدرى، وبصوت عال جدا سمعه كل من كان داخل الشادر قلت لطاهر وأنا أصافحه: "أنت تعرف أنى "صالحاوى" ومع ذلك فإننى سوف أنتخبك"، صاح "مجدى عبد الغنى" عاليا جدا بصوته النحاسى الرنان "الله أكبر" وصفق "ربيع يس" وردد بعض الموجودين نداء "مجدى" وفى هذه اللحظات أدركت أن "طاهر أبو زيد" سوف ينجح فى الانتخابات وبالفعل نجح بالفعل وكان يشكل المعارضة النزيهة والمحترمة داخل مجلس الإدارة فى هذا العام لكنه بعد وفاة "صالح سليم" لم يتقدم لانتخابات مجلس إدارة الأهلى ثم عرفت أنه تقدم لانتخابات مجلس الشعب ممثلا للمعارضة للحزب الوطنى ولا أعرف سبب اليقين الذى يتملكنى بأن "طاهر أبو زيد" سوف ينجح فى انتخابات مجلس الشعب، ربما لأنه يمثل المعارضة النزيهة والمحترمة.
• عضو اتحاد الكتاب المصرى.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة