"علشان تطمن على مستقبل ولادك".. لا أحتاج أن أخبرك بأن الشعار السابق هو شعار الحزب الوطنى الجديد فى المرحلة المقبلة أو فى الانتخابات المقبلة تحديدا وطبعا أنتم لا تحتاجون لأن أخبركم أن الشعار السابق مثل ماسبقه من أخواته مجرد كلام خالى من الصدق، ويشبه فى تأثيره تأثير الشعارات الأخرى البراقة ماركة "من أجلك أنت" و"العبور إلى المستقبل" و"الفكر الجديد".. مجرد كلام موزون لغويا لا انعكاس له على الأرض الواقع حتى ولو كان مجرد خربشة ..
خاف على أولادك ياسيدى طالما أن الحكومة قررت أن تزرع فى قلبك الاطمئنان على مستقبلهم، فأنت تعرف أن كم وعدتنا الحكومة وخلفت، وكم وعدنا الرئيس ولم تأتينا من وعوده سوى كل ماهو عكسها وضدها، خاف على مستقبل أولادك ياسيدى لأن الكذب ينضح من شعار يحدثك عن مستقبل أبيض ومطمئن وهو لم يضمن لك بعد حاضرا دون قلق أو توتر أو أباء ينتحرون أو يلقون بأبنائهم من البلكونات خجلا ورعبا وجنونا بسبب أيديهم القصيرة التى لا تطول ماتبصره عيون أطفالهم..
خاف على أولادك ولا تزرع فى قلبك أى أمل بسبب شعار الحزب الوطنى الجديد أو كلام الرئيس الأخير لأننا ببساطة نعيش فى بلد مؤتمرات أو شعارات بعد أن قرروا تأجيل المؤتمر !..
نحن نعيش فى بلد كلما حاول واحد من مسؤليها أن يثبت للناس فى الشارع أنه يعمل ويجتهد من أجل مصالحهم ومصالح الوطن العليا.. تمختر وشد حيله ونصب صوان وصرخ لعدة دقائق بخطبة تمتلأ كلاما المفهوم فيه أقل مما يعرفه المصريون عن اللغة الصينية، والوعود التى تملأ سطور خطابه حفظها المواطنون الغلابة وإذا امتحنتهم فى ذكر 100 منها ستكون أقل درجة لأغبى مواطن فيهم 10 على 10.
هكذا يفعل مرشحو مجلس الشعب وأعضاؤه فيما بعد. وهكذا يفعل الحزب الوطنى ورئيسه أيضا ، يمر الشهر وراء الشهر من كل عام ولا تسمع ولا تقرأ سوى فضائح أعضائه وفساد كبار قياداته ومعارك رجاله على منصب هنا أو قطعة ملك الدولة هناك، باستثناء ذلك لن تقرأ أو تسمع سيرة الحزب الوطنى إلا حينما يرد ذكر اسم جمال مبارك مقترنا بمنصبه كأمين للحزب الوطنى الديمقراطى كشهادة رسمية للإجابة على كل من يسأل عن شغلانة نجل الرئيس فى البلد؟ أو موقعه من الإعراب الوظيفى؟ أو سر تدخله فى شئون مصر ومستقبلها.
أما حينما يقترب موعد المؤتمر السنوى للحزب الوطنى أو موعد الانتخابات البرلمانية فإن كل حنفية فى أى مكان قصرا كان أو زقاقا فى كفر من كفور الصعيد سينزل منها شعار الحزب وفكره الجديد وشعاره الأجدد قبل المياه .. بالطبع هذا يحل بالنسبة لك لغز تلوث المياه فى مصر!
يأتى موعد الانتخابات البرلمانية السنوى للحزب الوطنى وتنتفض وسائل الإعلام الحكومى ولوحات الشوارع الإعلانية فى التمهيد للشعب المصرى بأن هناك ثورة تصحيح قادمة، وأن برنامج الحزب الانتخابى هو الكوبرى الذى ستعبر من فوقه مصر نحو مستقبل أكثر إشراقا من شمس أغسطس، ومثل كل موسم ينفض السامر وينتظر المواطنون الجزء التالى من مسلسل "وعود .. ولكن كاذبة" الذى ينتجه الحزب الوطنى بالتخصص، ومستقبل أولادك ياسيدى هو الرهان الذى قرر الحزب أن يلعب عليه وبه هذه المرة فلا تنخدع وتسقط فى فخ الوعود لأنك أمام حزب تمرس تمرسا لم يتمرسه أحدا من قبل فى الكذب والخداع لدرجة أنه هو ككيان تحول إلى كذبة كبيرة نبت لها عدة أكذوبات صغيرات يتم تضخيمها ونفخها وتصديرها للناس مع كل موسم انتخابى أو كل مؤتمر سنوى يعقده الحزب، ويمكن أن تتأكد بنفسك من غرقان هذا الحزب فى بحر الكذب من أعلى رأسه حتى قدميه حينما تقرأ التعريف التالى الذى ينشره الحزب الوطنى فى أوراقه الرسمية وعلى موقعه الإلكترونى الرسمى و يقول بأنه :(حزب يفتح أبوابه لكل المواطنين على قاعدة المواطنة والهوية المصرية والمساواة الكاملة فى الحقوق والواجبات ويؤمن بالقيم الدينية وبدور الدين فى تحقيق التقدم ونهضة الشعوب، يسعى لتأكيد المسيرة الديمقراطية وبالدور الفاعل للتعددية الحزبية وتحقيق التنمية الاقتصادية ورفع مستوى معيشة المواطنين فى إطار من العدل الاجتماعى ويؤمن بأهمية التغيير الثقافى وتكريس قيمة التنوير والعلم كشرط لتحقيق التقدم وبأن المصلحة الوطنية المصرية هى القاعدة الأساسية لرسم السياسة الخارجية ) ماسبق كان بطاقة تعريف الحزب الوطنى بنفسه، فإن صدقت كلمة واحدة من الكلمات السابقة وقتها يمكنك أن تصدق ذلك الشعار الرنان الذى داعب به الحزب مشاعرنا "علشان تطمن على مستقبل ولادك"؟
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة