وليد طوغان

أخر اليهوديات .. المحترمات!

السبت، 13 نوفمبر 2010 09:11 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اليوم ذكرى وفاتها، لا أعرف إن كانت الثالثة أو الرابعة، ليس مهما متى ماتت، المهم أنها فعلت.. وغابت فى هدوء وسكينة، تماما مثلما عاشت.. فى هدوء وسكينة أيضا.

كانت آخر اليهوديات المصريات المحترمات، فى لقائنا الأخير سألتها عما تفكر فيه الآن، فأجابت بتفاؤل إنها تخطط لحياة أفضل العشرة سنوات القادمة؟!

لا أعرف حتى الآن سبب وفاة ماريكا ليفى، ولا كيف ماتت، فقد كانت 97 عاما من الحيوية والنضارة، لكننى متأكد من أنها كانت تفكر فى المستقبل حتى اللحظات الأخيرة قبل خروج السر الإلهى.

آخر مرة اشتكت من "مزاجها السيئ" و من كارمن ونشتاين رئيسة الطائفة فى القاهرة، لم تتزوج ماريكا، مع شهرتها كأجمل فتيات الإسكندرية قبل 77 عاما، ولما سألتها عن السبب أجابت: عرسانى اليهود أرادوا الهجرة، والمصريون أرادوا إسلامى، فلا غيرت دينى، ولا تركت بلدى.

ادعت أنها مصرية أكثر منى، وأكثر من 3 أجيال من الشباب سوف يشدون الرحال فورا لو جاءتهم فرصة فى بطن مركب صيد، هى لم تهاجر.. مع أن أهلها باسوا أيديها. ولم تحلم أبدا بالعيش خارج حارة اليهود بعدما ادحدر بها الحال، رغم أن أقاربها لم يكفوا عن مراسلتها بصور قصورهم وحدائقها التى يرمح فيها الخيال.. ويرد.

قالت لى أكثر من مرة: يكفى الذين هاجروا عقابا أنهم خرجوا من مصر.

فى حارة اليهود كانوا ينادونها "مارى"، ولما باغتها ذات مرة: لكن اليهود لا يؤمنون بالعذراء! قالت: عيسى نبى موسى نبى ، كل اللى له نبى يصلى عليه.

رحمها الله كانت قصة حياتها أسطورة، لكن أحدا لم يعرف تفاصيلها حتى ماتت، سألتها أكثر من مرة، فكانت تسكت.. وتقول ضاحكة: أنا صائمة.

أكثر الروايات شهرة تقول أنها الابنة الكبرى لأحد تجار الإسكندرية الكبار، ويقال إنها وقعت فى الأربعينيات فى غرام ابن عائلة قطاوى الثرية، لكنها تركته، فقد كان إسرائيليا، وهى يهودية مصرية.

رفعت صوتها: اتجوز يهودى مصرى أيوه.. لكن إسرائيلى لا، وداعبتنى برغبتها فى الزواج منى مرة، على ألا أهتم بفارق 70 سنة بيننا.. كانت صاحبة قفشة، وبنت بلد!!.

فترة ما، كانت ماريكا مصدر رزقى فى المكاتب العربية، فحوارات وصور يهودية مصرية اقتربت من العام المائة كانت على قدر هائل من الأهمية.. وقدرا آخر هائلا من فلوس الخليج.

قبل 6 أعوام شخطت فى: انت اللى "يهودى"، بعدما سلمتها 3 صور فقط لآخر مقابلة بيننا.

لم يكن بخلا منى، لكن مصور الجريدة هو الذى كان كذلك، فقد أعطانى لها من مجموعته 3 صور فقط وقال: كفاية.. دى يهودية.

كانت كذلك فعلا.. لكنه لم يعرفها كما ينبغى، قدس الله روحها.. كانت مصرية شهمة أكثر من هذا المصور!.


*مساعد رئيس تحرير جريدة روز اليوسف.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة