أشجع الفرق الرياضية العربية عادة، عندما لا تكون فى مواجهات مباشرة مع فرق مصرية، وأعتبر ذلك أمرا طبيعيا، لا تزايد فيه، فالمشتركات بين العرب أكبر بكثير من الخلافات، حتى لو أدت الخلافات بسبب الرياضة إلى أزمة سياسية كما حدث بعد لقاءات مصر والجزائر فى تصفيات كأس العالم الماضية.
تغير الوضع قليلا بالنسبة لى بعد مباراة الأهلى والترجى التونسى فى تونس والتى انتهت بفوز الترجى بهدف هاند بول من صناعة لاعبه إينرامو، صعد به إلى النهائى الأفريقى، وصراحة لم أكن أعرف بعد الاحتفال الكبير الذى أقامه الترجيون بهدف الهاند بول، هل أشجعهم فى النهائى، أم أتمنى الفوز لمازيمبى الكونغولى الذى لا تربطنى كمصرى عربى ببلده أى صلات أو وشائج مشتركة.
قلت إذا فلأشجع الكرة الحلوة والغلبة للأفضل، وتمنيت أن تكون النتيجة معلقة حتى الثانية الأخيرة من مباراة الإياب بتونس، لكن الترجيين دفعونى دفعا لأشجع مازيمبى، بعد سقوطهم الغريب والمخيب للآمال بالخمسة فى مباراة الذهاب بالكونغو.
مازيمبى فريق قوى يلعب كرة حديثة تجمع بين الأساسيات التى ننساها فى أحيان كثيرة وبين المهارات الفردية، فلاعبوه لا يتفلسفون، يدافعون بصلابة وهدفهم إبعاد الكرة عن مرماهم، ويمررون بسلاسة وعيونهم مفتوحة فلا تجد تمريرات خاطئة كثيرة، وعندما يستحوذون على الكرة لا يدورون فى حلقات مفرغة ولا يتخلص كل لاعب من الكرة بتمريرها عرضيا أو إلى الخلف، بل يتقدمون للهجوم المنظم أو عبر انطلاقات محسوبة فى هجمات مرتدة سريعة.
بالأمس كانت مباراة العودة بتونس وكنت أتابع أخبارها رغم مرضى، وهالنى ارتباك وعشوائية وتوتر الترجيين، كانوا يعرفون فى قرارة أنفسهم أن التعويض بستة أهداف نظيفة أمام فريق مثل مازيمبى صعب، لكنهم جعلوه مستحيلا، بالفردية وعدم التنظيم وسوء استغلال الفرص، التى كانت كفيلة بتقليص الفارق إلى حد كبير، وحتى الهدف الذى أحرزوه فى الشوط الأول لم يستطيعوا تعزيزه رغم ارتباك لاعبى مازيمبى أمام الضغط والجمهور المتحمس فى ستاد رادس، الجمهور الذى مارس هوايته فى الشغب وحطم مقاعد الاستاد كالعادة، الأمر الذى سيكلف الترجى عقوبات جديدة.
بعد انتهاء المباراة بالتعادل الإيجابى بهدف لكل فريق، ونجاح مازيمبى فى لاحتفاظ بلقب بطولة دورى الأبطال، أدعو النادى الأهلى إلى الاستفادة من خبرات النادى الكونغولى، ومعرفة كيف فاز بالبطولة الموسمين الماضيين، هل لأنه يملك مدربا واعيا يستطيع إدارة لاعبيه داخل وخارج المستطيل الأخضر؟ هل لأنه لا يستقدم لاعبين (فرز تانى وتالت) تفرضهم الإدارة؟ هل لأن الإدارة لا ترى فى فقدان بطولة أو اثنتين مشكلة؟ أم لأن العناد أوقع الأقوياء من على القمة ونزل بهم إلى القاع؟
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة