كيف تسرق تل أبيب تاريخ مصر الغنائى؟

الخميس، 18 نوفمبر 2010 07:23 م
كيف تسرق تل أبيب تاريخ مصر الغنائى؟ أم كلثوم
محمود محيى - على الكشوطى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄ جريمة إسرائيلية جديدة ضد العندليب الأسمر بعد جرائمها مع أم كلثوم وعمرو دياب وأصالة وهشام عباس

ارتكبت إسرائيل جريمة جديدة مع العندليب الأسمر الفنان عبد الحليم حافظ، وذلك بسطو أحد مطربيها المشهورين ويدعى «شلومو سارانخا» على أغنية عبد الحليم الشهيرة: «أبوعيون جريئة»، وقام المطرب الإسرائيلى بتسجيل الأغنية بنفس اللحن والتوزيع الموسيقى، ولكن بترجمة الكلمات إلى اللغة العبرية، جعل صوت شلومو فى غنائها نشازا وقبيحا، وتأتى هذه الجريمة فى سياق تواصل جرائم إسرائيل فى هذا المجال، والتى بدأته منذ سنوات مع أغنيات قدمها كبار المطربين المصريين والعرب، وفى مقدمتهم كوكب الشرق أم كلثوم وفريد الأطرش، بالإضافة إلى ليلى مراد، وعمرو دياب وأصالة وإليسا وهشام عباس، ويقدم المطربون الإسرائيليون أعمال هؤلاء بنفس الطريقة التى قدم بها «شلومو سارانخا».
أغنية عبدالحليم: «قولوا له بحبه.. أبوعيون جريئة»، أى الاحتفاظ بنفس اللحن والتوزيع، ولكن بترجمة كلمات الأغنية من العربية إلى العبرية.

ومع الـتأكيد على أن نقل الأغنية من لغتها العربية إلى اللغة العبرية، يفقد روحها الأصيلة، ويعطى لمن يقدمها من المطربين الإسرائيليين مساحة كبيرة من التلاعب فيها، إلا أن الجريمة لا تقف عند هذا الحد الفنى، وإنما تمتد إلى ما هو أهم، حيث تستهدف إسرائيل من عمليات سطوها على الفن العربى وفى القلب منه الفن المصرى، أن تجعل لنفسها تراثا فنيا فى السينما والغناء، وبالرغم من التحذيرات السابقة من الجهات المعنية فى مصر لإسرائيل بالاستمرار فى مواصلة جريمتها، إلا أنها تستمر فى نفس النهج.

جريمة إسرائيل فى حق العندليب الأسمر، يعلق عليها محمد شبانة، ابن شقيق عبد الحليم حافظ، والمتحدث باسم العائلة فيما يتعلق بتراث الفنان الراحل بقوله، إن هذا السطو يعد انتهاكا حادا للملكية الفكرية ولرمز من رموز الفن الكبيرة فى مصر.

وطالب شبانة الدولة ونقابة الموسيقيين وجمعية المؤلفين والملحنين، بالتصدى لمثل هذه الانتهاكات الإسرائيلية، لمنع تشويه التراث الغنائى والفنى المصرى، مشيرا إلى أنه أمر محزن بالنسبة له، خصوصا أنه لا يملك تحريك أى دعوى قضائية ضد هذا المطرب لأنه استخدم اللحن والموسيقى ولم يستغل صوت عبد الحليم.

أما الموسيقار حلمى بكر، فأكد أن هذا الأمر يعد بمثابة تسول غنائى، قائلا: «للأسف لا نستطيع أن نفعل شيئا تجاه ما حدث وما يحدث باستمرار، ولا يستطيع أحد الوصول لمثل هؤلاء الفنانين، ومن الأفضل ألا ننبش التراب».

فيما رأى الناقد الموسيقى أشرف عبدالمنعم أن ما حدث نوع من أنواع القرصنة الفنية، ويجب أن تتحرك جمعية المؤلفين والملحنين، لأن المطرب سرق اللحن وسيطرحه فى ألبوم غنائى، وبالتالى سيتكسب منه، وهذا غير قانونى.

وأكد عبدالمنعم أنه لا يجب إلباس الموضوع ثوبا سياسيا وتضخيمه، فما حدث عملية قرصنة يجب ألا نقبلها، حتى إن كان من قام بذلك أى مطرب آخر من أى دولة، فالأمر ليس أمرا سياسيا، وإنما أمر فنى وانتهاك لحقوق الملحن.

وكانت إذاعة القناة الثانية من التليفزيون الإسرائيلى قد أذاعت مؤخرا الأغنية كاملة بصوت المطرب الإسرائيلى الذى قام بتسجيلها منذ عدة أيام، وضمها لألبومه الجديد الذى سيطرح فى الأسواق الإسرائيلية خلال أسابيع.

وقالت القناة الثانية إن «سارانخا» تعمق كثيرا فى الموسيقى العربية حتى اختار إحدى أغنيات التراث المصرى القديم وقدم توزيعا جديدا لها، ووقع اختياره على أغنية المطرب المصرى الراحل عبد الحليم حافظ «قولوا له بحبه» وقدمها بنفس الكلمات ولكن باللغة العبرية، وألحان الملحن كمال الطويل.

ولفتت القناة الإسرائيلية إلى أن «سارانخا» قام طوال تسجيله للأغنية بالغناء بلهجة شرقية، ليصل لنفس أداء عبدالحليم بمعاونة تخت شرقى لتخرج الأغنية بنفس النمط الأصلى القديم لها، مع معالجة لبعض الجمل الموسيقية.

وأضافت القناة الثانية، أن «سارانخا» سيفتتح فى لندن حفلة كبيرة له نهاية شهر نوفمبر الجارى، ومن المحتمل أن يغنى تلك الأغنية، مضيفة أنه بالفعل قام بعمل «بوسترات» للحفلة تحمل صورة عبد الحليم حافظ بجانب صورته.

وتساءلت القناة الإسرائيلية فى نهاية تقريرها على موقعها الإلكترونى عقب بث الأغنية: ماذا سيكون رد فعل جمهور «سارانخا» من هذه الأغنية، خاصة بعد طرح ألبومه الجديد فى بداية 2011 ؟

جريمة «سارانخا» مع عبد الحليم حافظ، هى نفس جرائم سابقة ارتكبتها المطربة الإسرائيلية المعروفة «ساريد هداد» التى غنت الكثير من أغنيات كوكب الشرق، أم كلثوم، بالإضافة للفنانة أصالة وإليسا ونانسى عجرم، بالإضافة إلى مطربين إسرائيليين آخرين سرقوا أغنيات «العالم الله» و«ليلى نهارى» و«تملى معاك» لعمرو دياب، وأغنية «ليلة يا ليلة» لهشام عباس، وأغنية «عايشة» للشاب خالد الجزائرى، كما يمتد هذا السطو على أغنيات ليلى مراد، حيث تصل الوقاحة الإسرائيلية إلى اعتبار تراث ليلى مراد كأنه ملك خاص بهم، على خلفية أنها ظلت لفترة على ديانتها اليهودية، قبل أن تشهر إسلامها، والمعروف أن الفنانة الراحلة رفضت كل الإغراءات التى قدمته لها إسرائيل للسفر إليها، وأغلقت الباب تماما فى وجه كل المحاولات الإسرائيلية التى كانت تسعى لنسج علاقة معها.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة