◄◄ أطباء التغذية: يجب الابتعاد عنها إلا إذا تكرر فشل المريض فى الالتزام بالأنظمة الغذائية مما يؤثر على حياته لإصابته بالأمراض المصاحبة للسِمنة مثل أمراض القلب
◄◄ أطباء الجراحة: هناك 3 طرق معتمدة دولية للعملية تتفاوت فى نتائجها وآثارها الجانبية وخطورتها
إذا كنت فقيرا فأرجوك حافظ على وزنك.. لا تحلم برشاقة أحمد عز.. لا تحلمين بجسد هيفاء وهبى.. ادفع تجد ما يسرك.. فرغم أن السمنة مرض كأى مرض إلا أنه يمكن علاجه للأغنياء فقط.. فى حين الناس الغلابة ربنا يتولاهم.
عمليات تصغير المعدة مختلفة ومتنوعة، وكثيرًا ما تصبح هى الحل السحرى بل والوحيد للنجاة من شبح السمنة، من منا يمتلك القرار لدخول غرفة العمليات لإجراء جراحة على قدر عال من الخطورة إلا إذا كان قد فقد الأمل فى الحياة بهذه الصورة.
ورغم أنه من الممكن أن يظل المريض يعانى من آثارها السلبية لفترات طويلة ويتطلب منه فى بعض الأحيان تغيير كل عاداته الغذائية أو تعاطى أدوية تعويضية مدى الحياة وفى أسوأ الأحوال تؤدى إلى الوفاة.
سؤال مهم أردنا طرحه على أطباء التغذية، متى يرفع كل من الطبيب والمريض الراية البيضاء أمام هذا المرض ويعلن انتصار إرادة معدته وشهيته على إرادته الشخصية فى خسارة الوزن ومتى يقرر الطبيب أنه لا يوجد أى سبيل آخر للنجاة سوى التدخل الجراحى.
يجيب علينا الدكتور محمد أبو الغيط، سكرتير الجمعية المصرية لدراسة السمنة وأستاذ التغذية بجامعة القاهرة، يجب أن لا نفكر بإجراء هذه العملية إلا فى عدة حالات معينة مثل أن يصل معامل كتلة الجسم إلى أكثر من 40 ويتم معرفة هذا المعامل عن طريق قسمة الوزن بالكيلو جرام على مربع الطول بالمتر، وأيضا بعد فشل المريض بالالتزام بأى من الأنظمة الغذائية مرارا وتكرارا والأهم هو فى حالة تعرض حياته للخطر نتيجة إصابته بالأمراض المصاحبة للسمنة مثل أمراض القلب.
ويفضل أن يقوم المريض باتباع نظام عذائى معين قبل العملية بأسبوعين لتخفيف كمية الدهون المتراكمة على الكبد حتى لا تسبب مشاكل أثناء إجراء العملية، ويتبع نظاما غذائيا آخر بعد العملية لمدة أسبوعين يعتمد فى معظم الأحيان على تناول السوائل فقط، ثم يتبعه نظام آخر يعتمد على إدخال الأطعمة المهروسة تدريجيا حتى يصل المريض إلى مرحلة تناول الأطعمة الصلبة.
أما عن رأى الدكتور مصطفى سارى، فيرى أن هذه العمليات تعتبر الحل النووى والأخير من وجهة نظره وأنه لا يجب علينا إجراءها إلا فى حالة واحدة فقط، وهى إذا كان المريض يعانى من أمراض خطيرة بسبب السمنة من الممكن أن تودى بحياته ولا يمكننا الانتظار حتى يفقد المريض الوزن الزائد بصورة طبيعية فيكون الغرض من العملية هو إنقاذ الحياة وليس فقدان الوزن.
وأشار الدكتور مصطفى إلى نقطة مهمة جدًا وهى أن المريض الذى يقرر إجراء هذه العملية يعتقد أنه قد حل المشكلة بشكل جذرى ولكن يجب أن نعرف أنه إذا لم يغير المريض من عاداته الغذائيه فإنه يكتسب الوزن الذى خسره بعد العملية مرة أخرى، بصرف النظر عن نوع العملية التى أجراها، حيث إن معدة الإنسان مهما قمنا بتقليص حجمها فإنها لديها القدرة على التمدد مره أخرى والعودة إلى حجمها السابق.
ومن خلال تجربته العملية فى هذا المجال، يؤكد أن نسبة نجاح هذه العمليات فى مصر لا تتعدى الـ55% من عدد المرضى فى خلال سنتين من إجراء هذه العمليات وأن نسبة 90%من المرضى يستعيدون الوزن الذى فقدوه كاملا فى خلال 5 سنوات من إجراء العملية، بعد معرفة رأى أطباء التغذية كان يجب أن نسأل أطباء جراحة السمنة عن أنواع هذه العمليات.
يقول الدكتور وائل الشاعر، أستاذ مساعد جراحة السمنة والتجميل كلية طب جامعة القاهرة،
هناك ثلاث طرق معترف بهم دوليا لإجراء هذا النوع من العمليات، الطريقة الأولى والتى يتم إجراؤها جراحيا وتتم عن طريق استئصال أجزاء من المعدة وتنقسم إلى نوعين.
النوع الأول وهو تحويل مجرى الأكل ويتم عن طريق تغيير المسار الذى يمر به الطعام والمعروف أن المسار الطبيعى هو مرور الطعام من المرىء إلى المعدة إلى الاثنى عشر ثم الأمعاء، أما هذه العملية فتقوم على استئصال جزء من المعدة وترك جزء صغير يسمح بمرور الطعام من المرىء إلى هذا الجزء الصغير المتبقى من المعدة ويتم إيصال هذا الجزء بالأمعاء مباشرة بعد تخطى الاثنى عشر، والذى من وظائفه الأساسية إفراز العصارة الصفراء وعصارة البنكرياس والتى تساعد على امتصاص الدهون بالجسم وبهذه الطريقة لا يمتص الجسم أى من الدهون المتناولة ويقوم بالتخلص منها وغالبا ما يصاب المريض بإسهال عنيف فى حالة تناوله أى طعام يحتوى على الدهون.
وتحتوى هذه العملية على درجة كبيرة من الخطورة، فبجانب أنها عملية جراحية معقدة فهى تقوم أيضا على تغيير الصفات التشريحية للمعدة.
كما أن المريض يحتاج إلى أدوية تعويضية مدى الحياة لأن هذه الطريقة تؤدى إلى عدم قدرة الجسم على امتصاص العديد من العناصر الغذائية الأساسية مثل الحديد والكالسيوم، ويجب على المريض أيضا الالتزام بنوعية طعام معينة مثل البروتينات والتى تمده بقدر معقول من الطاقة وتجنب تناول الدهون والنشويات لعدم قدرة الجسم على امتصاصها وتساعد هذه العملية على خسارة الوزن بنسبة تتراوح بين 70:50 % من الوزن الزائد، فى فترة لا تتجاوز الستة أشهر ويتخلص المريض من جميع الوزن الزائد فى خلال سنتين من إجراء العملية.
أما النوع الثانى فهوعملية الاستئصال الجزئى للمعدة ويقوم على استئصال ما يقارب ثلثى المعدة وترك أنبوب صغير للمعدة لا يسمح لامتلائها بكمية كبيرة من الطعام، ومن مميزات هذه العمليه أنها لا تقوم على تغير الصفات التشريحية للمعدة وبهذه الطريقة يتمكن الجسم من امتصاص جميع المواد الغذائية التى يحتاجها وتتم دورة الطعام بصورة طبيعية داخل الجسم.
أما الطريقة الثالثة، وهى عملية تركيب حزام المعدة، والتى تتم عن طريق المنظار الجراحى وبدون استئصال أى من أجزاء المعدة، وهى عبارة عن تركيب حزام فى الجزء العلوى من المعدة وحقن هذا الحزام بمحلول ملحى، مما يعمل على تضييقه وهذا ما يساعد المريض على الإحساس بالشبع عند تناوله كمية قليلة من الطعام ويعمل أيضا على تقلص حجم المعدة نتيجة اعتيادها على هذه الكمية وعند وصول المريض إلى الوزن المثالى يتم تفريغ المحلول الملحى الموجود بالحزام تدريجيا ثم إزالة الحزام بعد أن يكون المريض قد خسر الوزن الزائد وأيضا اعتاد على تناول كمية قليلة من الطعام وبخلاف طريقة إجراء العملية فإن عمليه حزام المعدة تتشابه مع عملية الاستئصال الجزئى فى عدة نقاط، وهى أن كلا العمليتين لا تحتاجا إلى أدويه تعويضيه بعد إجرائهما بخلاف عمليه تغيير مجرى الأكل ويفضل إجراء هاتين العمليتين للمرضى الذين يتميزون بعادات غذائية تعتمد على كمية الطعام وليس نوعيته، كما تؤدى كلتا العمليتين إلى تقليل كمية الطعام التى اعتاد عليها المريض إلى أقل من الثلث.
وعلى المريض الذى أجرى أى من هاتين العمليتن أن يلتزم ببعض العادات الغذائية مثل مضغ الطعام جيدا وشرب كمية كبيرة من المياه يوميًا أما عن معدل خسارة الوزن فى العمليتين فيكون تقريبا 50 % من الوزن الزائد فى السنة الأولى ويتم التخلص من باقى الوزن فى خلال ثلاث سنوات من إجراء العملية.
وهناك طريقة أخرى غير جراحية هى البالونة والتى توضع داخل المعدة عن طريق المنظار الفموى حيث تأخذ حيزا كبيرا من المعدة لتعطى المريض الإحساس السريع بالامتلاء وتنزع هذه البالونة بعد أربعة أشهر وتعتبر هذه الطريقة من أقل الطرق نجاحًا، كما أن المدة القليلة التى تتواجد فيها داخل المعدة لا تسمح للمريض إلا بخسارة كمية لا تتجاوز 20 كيلو جراما من وزنه ويستعيدهم المريض بمجرد عودته لعاداته السابقة فى الطعام، فحجم معدته يعود كما كان ويكثر فى هذه العملية احتمالية إزالة البالونة فى خلال 48 ساعه من تركيبها بسبب المضاعفات التى من الممكن أن تتسبب فيها مثل حدوث قروح بالمعدة وانسداد بالأمعاء.
وفى جميع الأحوال فإن حالة المريض هى التى تحدد أى من هذه العمليات أنسب له، وهناك قاعدتان يتم على أساسهما تحديد ذلك، القاعدة الأولى وهى كتلة الجسم، والتى تقاس عن طريق قسمة الوزن على مربع الطول، فإذا كانت النتيجة تتراوح بين 45:35 يفضل تركيب حزام المعدة من 50:45 استئصال جزئى للمعدة فوق 50 تحويل مجرى الأكل.
القاعدة الثانية وتعتمد على العادات الغذائية، فثملا المريض الذى يقبل على تناول الطعام بشكل نوعى مثل تناول الحلوى يفضل له إجراء عملية تحويل مجرى الأكل ولذلك ينتشر هذا النوع من العمليات فى الولايات المتحدة الأمريكية بعكس الحال فى مصر حيث تعتمد العادات الغذائية للمصريين على تناول كميات كبيرة من الطعام وتناول النشويات بكثرة لذا نجد أن العمليات الأكثر انتشارا فى مصر هى عمليات الاستئصال الجزئى للمعدة والحزام، الآثار السلبية التى يتعرض لها المريض بعد العملية.
ويشير أيضا الدكتور وائل إلى أن من أكثر الظواهر السلبية وضوحا فى هذه العمليات هى ظاهرة ترهل الجلد، والتى تزداد وضوحا فى عملية تغيير مجرى الأكل، حيث من الممكن أن يفقد المريض أكثر من 50 كيلو جراما فى مدة 6 أشهر فقط، مما يؤدى إلى حدوث هذه الظاهرة لحوالى 90 %من المرضى ويفضل إجراء عملية لإزالة هذا الجزء المترهل من الجلد بعد خسارة المريض لكل الوزن الزائد إلا فى حالة زيادة هذا الترهل بصورة تعوق المريض عن ممارسة حياته الطبيعية، لذا يجب هنا التدخل الجراحى السريع لإزالة هذا الجلد الزائد دون الانتظار حتى يخسر المريض كل الوزن الزائد لديه.
ولا تظهر هذه الحالة بصورة كبيرة للمرضى الذين أجرى لهم عملية استئصال جزئى للمعدة أو عملية حزام البطن، لأن معدل الخسارة فى الوزن يتراوح بين 6:3 كيلو جرام فى الشهر وهى ليست بالنسبة الكبيرة التى من الممكن أن تسبب هذه المشكلة، وهناك أيضا بعض الآثار السلبية التى يكثر انتشارها فى مصر بسبب طبيعة المصابين بالسمنة فى مصر، والتى تتميز غالبا بوجود كمية كبيرة من الدهون المرتكزة حول الكبد، فنجد أن معظم المصابين بالسمنة فى مصر يعانون من وجود دهون كثيرة على الكبد وفى حالة الخسارة السريعة فى الوزن من الممكن أن تؤدى إلى إصابة المريض بالتهاب كبدى، ورفع إنزيمات الكبد مما يؤدى إلى حدوث تليف فى الكبد، وأيضا هناك بعض الآثار غير المستحبة والتى تختص بالنساء وهى مشكلة ترهل الثدى والتى يلزم فى بعض الحالات التدخل الجراحى لإجراء عملية رفع للثدى المترهل ويفضل أيضا أن تتم هذه العملية بعد التخلص من جميع الوزن الزائد.
وأخيرا مع الاختلاف فى الآراء بين الأطباء كان يجب علينا أن نأخذ بالمثل الذى يقول اسأل مجرب السيد م.أ 28 سنة والذى أجرى عملية حزام للمعدة منذ سنتين ويقول كنت أعانى من الوزن الزائد منذ أن كنت فى السابعة من عمرى وحاولت كثيرا اتباع أنظمة غذائية مختلفة ولكننى كنت دائما ما أسترجع الوزن الذى فقدته، حتى وصل وزنى إلى 155 كيلو ونصحنى الطبيب المعالج بإجراء عمليه تركيب حزام للمعدة ومنذ العملية حتى الآن خسرت ما يقارب 70 كيلو وأشعر أنى حققت نتائج مرضية مع استثناء بعض المضاعفات مثل القىء الذى أعانى منه كثيرا فى حاله عدم مضغ الطعام جيدا أو تناولى كمية كبيرة من الطعام.
أما السيدة ح:ن والتى تحكى عن التجربه التى مرت بها مع اختها الصغرى، والتى نصحنا الطبيب بإجراء عمليه استئصال جزئى للمعدة، ولكن بسبب تعرض أختها إلى مضاعفات شديدة أثناء العملية أدى إلى وفاتها وهى فى غرفة العمليات، وبين الحالة الأولى والثانية يوجد آلاف الحالات الأخرى التى يصفها بعض أصحابها بالنجاح والبعض الآخر يعانى من آثارها السلبية مدى الحياة ويتمنى لو يعود به الزمن ولا يقدم على هذه الخطوة.
والسؤال هنا هل أنت مستعد لخوض هذه التجربة المحفوفة بالمخاطر من أجل الانتصار فى معركتك مع معدتك؟ أم من الأفضل لك أن تروضها لصالحكما معًا.
إحصائية:
نسبة المصابين بالسمنة فى مصر تصل إلى حوالى 50%من الرجال.
ومن50%إلى70% من النساء ومن 4%إلى 11% فى الأطفال.
أسعار العمليات فى مصر كالآتى:
- عملية تحويل مجرى الطعام تتراوح تكلفتها بين 45:35 ألف جنيه.
- عملية تركيب حزام المعدة والاستئصال الجزئى للمعدة تتراوح بين35:25 ألف جنيه.
- عمليه البالونة حوالى 15ألف جنيه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة