أسعدنى جدا خبر فوز فيلم ميكروفون بالجائزة الكبرى لمهرجان قرطاج السينمائى الدولى، فى دورته التى انتهت قبل أيام فى العاصمه التونسية، وبالرغم من أن مهرجان قرطاج السينمائى هو المهرجان الأقدم فى العالم العربى حيث يعقد مره كل عامين من عام 1966 وحتى الآن، إلا أنه عبر هذا التاريخ الطويل للمهرجان لم يحصل فيلم مصرى على جائزته الذهبية حتى نجح فيلم ميكروفون فى الفوز بها، بالتأكيد الجوائز فى المهرجانات تختلف حسب وجهة نظر أعضاء لجان التحكيم فى كل مهرجان والجوائز ليست المعيار الوحيد على نجاح أو تميز أى فيلم ولكنها بالتأكيد عنصر مشجع ومساعد لفريق العمل للتأكد على أنهم يسيرون على الطريق الصحيح.
فيلم ميكروفون يلعب بطولته خالد أبو النجا ومن إخراج المخرج الشاب أحمد عبد الله، وهما من صناع فيلم هليوبوليس العام الماضى والذى حقق نجاحات كبيرة فى عدد من المهرجانات الدولية، والفيلمان ينتميان لتجربة السينما المستقلة التى لا تخضع لشروط السوق واحتكارات المنتجين والموزعين التى أفسدت السينما، وقد أشفقت على صناع الفيلم الأول من اليأس بسبب عدم الاهتمام بهذه التجارب السينمائية وأسعدنى أنهم تحمسوا لتكرار التجربة وكانت التجربة الثانية فى ميكروفون أنضج من التجربة الأولى.
خلال فعاليات مهرجان الرباط السينمائى الدولى الأخير، جمعتنى رحلة سفر بين مدينتى كازبلانكا والرباط مع الفنان خالد أبو النجا وقد كان مشاركا بفيلم هليوبوليس فى المهرجان وحكى لى خلال الرحلة عن المعاناة والتضحية الشخصية التى قدمها صناع العمل حتى يظهر الفيلم للنور وهو يحمل وجهة نظرهم دون أن يفرض عليهم أحد شروطه وكيف أنهم نجحوا فى أن ينتجوا الفيلم بأقل ميزانية ممكنة لأنهم مؤمنون بأن السينما لن تتطور إلا بهذه النوعية من الأفكار والتجارب.
وفى رأيى، أننا يجب أن نساند جميعا ونشجع هذه التجارب فلا يجب أن تبقى السينما المصرية أسيرة لأشكال تقليدية ولأسماء وأفكار بعينها يتم الترويج لها ونغلق الأبواب أمام أجيال من الموهوبين الشباب الذين يمكن أن يقدموا لنا أفكارا طازجة إذا فقط أتيحت لهم الفرصة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة