د. فاطمة سيد أحمد

صلاة العيد فى مسجد الشرطة.. هل هو تمهيد؟

السبت، 20 نوفمبر 2010 08:44 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لأول مرة يصلى الرئيس مبارك فى مسجد الشرطة بالعباسية وقطع عادته فى الصلاة بأى من مساجد القوات المسلحة، كونه القائد الأعلى لها ومجتمعه الذى ينتمى إليه؛ ولذا فإن الصلاة كان يعقبها إفطار مع مجموعات ممثلة لكل أفرع الجيش.

والرئيس مبارك هو رئيس المجلس الأعلى للشرطة أيضاً؛ ولكن هناك تساؤلات: هل كانت الصلاة من أجل الدور الذى ستقوم به وزارة الداخلية فى الانتخابات البرلمانية بعد أيام قليلة من انتهاء إجازة العيد؟ أم تمهيداً بأن يكون الرئيس القادم لمصر مدنياً وليس من صفوف الجيش؟ وهل معنى هذا أن الرئيس مبارك يتيح فرصاً أكثر للرئيس القادم لاختيار مكان صلاته ولا تكون حكراً على الجيش فقط؟ لأن الرئيس القادم سيرأس الجيش ضمن مهام عمله كرئيس للدولة ولكنه ليس من صفوفهم.

ربما يقول قائل عن مسألة ترشيح الرئيس القادم لمصر قد حسمت بأنه الرئيس مبارك؛ ولكن هناك رأى آخر يقول بأنها لم تحسم، بل هى مناورة سياسية لصالح جمال مبارك الذى ظهر فى لقاءات تليفزيونية بـ"نيو لوك" سياسى جذاب فى حديثه وحقق نسبة إعجاب كبيرة بين الناس اختلفت عن سابقاتها، خاصة بعد أن تمت استطلاعات غير رسمية بواسطة ناس رفعوا شعار التأييد لـ"جمال" لقياس شعبيته فى الشارع المصرى، فكانت غير مرضية بسبب المحيطين به، الذين لوحوا له بأن اهتمامه بالفقراء والمهمشين أهم من باقى فئات الشعب المصرى، خاصة المثقفين الذين يقودون رأى المجتمع فى كل زمان ومكان؛ وقدم الصحفيون المنتمون للحزب أنفسهم بأنهم قادرون على القيام بهذا الدور كبدلاء عن المفكرين والصحفيين أجمعين؛ مما أدى لإحداث عدم توازن فى المخاطبة والوصول لكل الفئات والطبقات، وهذا ما يحاول جمال مبارك إصلاحه الآن عبر أحاديثه التليفزيونية، لكن هل هناك دلالة أخرى للصلاة بمسجد الشرطة؟ كالتأكيد مثلاً على معنى قد أعلنه الرئيس مبارك فى اجتماعات مصغرة مع بعض متخذى القرار عن الانتهاء من أن يأتى رئيس وزراء لمصر من العسكريين فى أى مرحلة قادمة، لأن معنى وجود رئيس وزراء بهذه الصفة لا يأتى إلا فى حالتين لا ثالث لهما؛ حالة الحرب وحالة الطوارئ القصوى، فيما عدا هذا لا يجوز.

بالمختصر المفيد أن عسكرة بعض المواقع السياسية لن تعود اللهم إلا بعض المحافظين فى محافظات تستدعى وجودهم والمعروفة بـ"محافظات الحدود" لما لها من طبيعة جغرافية وبشرية خاصة؛ وأيضاً من الممكن وضع بعض العسكريين فى وزارات ذات تماس مع دواعى الأمن القومى.

والتساؤل الآن: كيف سيكون تعامل العسكريين مع الرؤساء المدنيين؟ وهل صلاة العيد فى مسجد الشرطة تمهيد للتساؤلات السابقة أم أنه مجرد اختيار؟









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة