هل العيب فى البرنامج أم العيب فى المواطن؟. سؤال ينتاب المرء عندما يقرأ الشىء الذى قال الحزب الوطنى إنه البرنامج الانتخابى، وهذا البرنامج ملىء بالتعهدات والوعود، ويمكن لمن يريد السعادة فى الدنيا والآخرة أن يقرأ البرنامج فتزول عنه كل أعراض الزغطة، والبطالة، والمرض. بدون انتخابات. البرنامج يعد بزيادة الأجور وخفض البطالة وانتشال مليون ونصف أسرة من تحت خط الفقر وكل هذا فى نفس واحد بلا مقدمات ولا مؤخرات.
وتطبيقا للمثل القائل الأكل بكرة ببلاش وطبقا لنظرية الأرقام المتتالية فإن برنامجهم يتضمن حسب الإعلان 7 تعهدات و75 التزاماً ترفع مستوى المواطن وتخفض التضخم وتزيد السعادة وتقلل الكوليسترول، ولا نستبعد أن يساعد البرنامج فى إزالة الحصوة والقولون والمخ الملتهب.
برنامج الحزب الانتخابى لا علاقة له بمرشحى الحزب الانتخابيين الذين يخوضون حسب نظام شراء الأصوات وبيع الشركات وقوة العائلات وبناء المبنيات. مع ما تيسر من استثمار متوازٍ يتعلق بمتعلقات الوعود.
البرنامج الحالى هو نفسه السابق وربما القادم وبعد الأرضى، يحتوى كل الأقوال التى تصلح للاستهلاك الإعلانى. مثلا وزير المالية يوسف بطرس تحدث عن محور الاستثمار، حيث يتعهد الحزب الوطنى بخفض نسبة البطالة لثلث المعدل الحالى، وهو وعد لم يعلنه الرئيس الأمريكى، ويدخل ضمن المستحيلات، لأنه مع وجود البرنامج فإن جهاز الإحصاء قال إن 47 ألف شاب انضموا لطابور البطالة خلال الـ3 أشهر الماضية. أغلبيتهم من حمـلة الشهادات المتوسطة والجامعية.
والحزب يعد بتحقيق متوسط معدل نمو لا يقل عن 7% سنوياً، وتوفير 5 ملايين فرصة عمل، ومضاعفة الأجور ودخل الفلاح وزيادة إنتاجية الفدان، ومساندة التصنيع الزراعى.
هذا برنامج يحتاج إلى عشر سنوات فى الدول الكبرى، لكنه عندنا يدخل ضمن الكلام بلا جمرك بعيدا عن المنطق والعقل والبرنامج، لكن الحزب الذى يرى أن البرامج تكفى حتى لو لم تتحقق، وسوف يخترعون حججا كثيرة لتبرير تعطل البرنامج، وإثبات أن البرنامج سليم والعيب فى الموطن الذى لا يمكنه التماشى معه. ويفترض أن تطالب الحكومة بإعادة برمجة المواطن حتى يتناسب مع البرنامج، والانتخابات، والدار الآخرة. بعد الاطلاع على البرنامج أبو سبع تعهدات و75 التزام، و44 وعد وابقى قابلنى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة