مدحت قلادة

قليل من الضمير

الخميس، 25 نوفمبر 2010 07:33 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وضعه الله داخل بنى البشر يميز به بين الخير والشر.. الحب والكراهية، فالضمير كائن داخل كل إنسان، ووجوده سابق للشريعة المكتوبة، فأول شريعة مكتوبة كانت أيام موسى النبى، لكن الضمير كان قبل ذلك بدليل أن قابيل لما قتل هابيل عاقبه الله، ويوسف الصديق عندما عرض عليه الزنا من امرأة سيده، قال كيف أخطئ وأفعل هذا الشر العظيم أمام الله، من أين عرف أن هذا شر عظيم؟

ربما يطلق على الضمير الكود الأخلاقى لدى البشر، فكل منا لديه كود أخلاقى يسمو الدين بهذا الكود الإخلاقى ليتسع أكثر وأكثر فى الحب والإيمان والعطف على الآخرين .

هل يغيب الضمير بالطبع، يغيب حينما تسود العصبية والقبلية، ويُرفع شعار أنا وابن عمى على الغريب وأنا وأخويا على ابن عمى.. هنا يغيب الضمير ويصبح شعار انصف أخاك ظالماً أو مظلوما مطبق على أرض الواقع، ففى أحداث كنيسة السيدة العذراء بالعمرانية اتسمت المعالجة الإعلامية بغياب الضمير، حاول البعض من الإعلاميين تحويل الجانى إلى مجنى عليه، ولكن هناك عدداً قليلاً جدا من المصريين مازال لهم ضمير حى يصرخ بأعلى صوته "لا للظلم.. لا للاضطهاد.. لا للتعسف ضد الأقلية المسالمة" .

حاول الكثيرون تشبيه شباب الأقباط بأنهم فئة ضالة يعتدون على الأمن والمحافظة، متناسيين أن الكيل فاض، بل هناك كتاب عديمو الضمير ألصقوا التهمة والمسئولية لكهنة متجاهلين أن سبب الاحتقان سلطة أدمنت واستباحت دماء المسالمين وحرمتهم من حقوقهم الدينية، وعدم إصدار قانون يوحد عمليات البناء فى دور العبادة سنوات وسنوات ودورات ودورات من عمر سيد قراره.

اختبار لضمير المصريين لكل أخ على أرض هذا الوطن:
هل ضرب شباب الأقباط بالقنابل المسيلة وقتل أحدهم عمل جيد؟ ماذا سيكون رد الفعل إن أرادوا بناء ملهى ليلى؟!
هل الآلاف المؤلفة من الأقباط ليس لديهم الحق فى بناء دور عبادة لهم ليعبدوا الله الواحد القهار؟
هل بناء كنيسة سيحطم عروش وبروج أولى الأمر، وسيهز استقرار المنطقة؟
معنى خروج من 3000 إلى 5000 قبطى يؤكد أهمية هذه الكنيسة لأهالى المنطقة..
هل هجوم الأقباط على مبنى المحافظة بالحجارة تم قبل إطلاق الأعيرة النارية والقنابل المسيلة للدموع على الأقباط "الظلم يولد انفجاراً".

أين كان الأمن حينما تم حرق 20 منزلا بقرية أبوتشت عزبة النواهص..
أين كان الأمن حينما قامت المظاهرات كل جمعة ضد رجل الكنيسة الأول..
أليس الأقباط مصريين لهم حق بناء كنائسهم.. ترى ماذا لو كان بناء الكنيسة من أموال الدولة؟

هل إجراءات تغيير الشكل الهندسى من مبنى خدمات إلى كنيسة تتطلب قيام جيش جرار من الأمن المركزى بالهجوم على الأقباط وحرق دار حضانة والاستيلاء على بعض مواد البناء بالكنيسة.

هل بتلك الأعمال البربرية أراد النظام توصيل درس للإدارة الأمريكية والعالم الغربى على السماحة الدينية على أرض المحروسة بتلك الأعمال غير الإنسانية.

رأيت بعينى تحقيقات قناة الجزيرة والعربية والحرة، رأيت مدى الكراهية من رجال الأمن ضد الكنيسة والأقباط حتى خيل لى أن الأمن المصرى يحارب عدواً متمرناً، فيضربه بالذخيرة الحية والقنابل المسيلة.

رسالة لكل كاتب حر.. لكل مصرى شريف.. لكل مسلم أمين.. أليس هناك بيوت وعمارات بنيت بدون ترخيص، فلماذا الهجوم السافر على الكنيسة؟
وإلى محافظ الجيزة ومدير الأمن ووزير الداخلية ورئيس الجمهورية، هل بناء كنيسة يهدد الأمن القومى.. أم تهديد منابع النيل هو الذى يهدد الأمن القومى؟
ألم تستنكر مصر اعتداء ملالى إيران على المتظاهرين، بينما أنتم أكثر تشدداً من ملالى إيران.

إن أحداث الهجوم السافر ضد الأقباط ومنع بناء كنيستهم لهو خير دليل على صحة تقرير الخارجية الأمريكية، ولكن مهما طال الظلم سيموت الظالم وسيرحل، وستبقى كنيسة الله منبراً ناشراً الحب والخير لمصر والمصريين.

إلى إخوانى شهداء الأقباط.. دماؤكم الزكية لن تضيع هباء، بل بذرة جديدة من بذور الإيمان على أرض مصر.. هنيئاً لكم الفردوس صلوا لنا أمام عرش النعمة ليرحل كل من ظلمنا.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة