من يسير فى شوارع القاهرة هذه الأيام ويتابع اللافتات التى تغطى أغلب الطرق، قد يستوقفه ما فيها من شعارات ورموز وتعليقات، وبغض النظر عن رأى الكثيرين فى التجاوزات التى حدثت أو التى ستحدث فى الأيام المقبلة ومن سينجح ومن سيخسر، فقد تعمدت أن أتابع ما يكتبه المرشحون أملا فى كسب ود الناخبين ووجدت إحدى اللافتات التى وضعها نائب بمجلس الشعب لعدة دورات يرفع فيها أكثر الشعارات التى استفزتنى ويقول فيها انتخبوا رمز الاستمرار، وما أثارنى فيما رفعه النائب الذى يبدو أنه لا يطيق أن يعيش بعيدا عن البرلمان أنه يرسخ لأفكار خاطئة نتداولها فى حياتنا اليومية فى مجالات كثيرة تؤكد أن الاستمرار فى الأوضاع الحالية قد يكون دائما أفضل من المستقبل الغامض ونرفع جميع فى حياتنا شعار "اللى نعرفه أحسن من اللى ما نعرفوش"، وهو مبدأ ضد التطور الطبيعى للحياة، فبدلا من الجمود الذى نعيش فيه فى كثير من مجالات حياتنا والذى سبب لنا الكثير من التخلف تحت شعار الاستقرار والاستمرار، فماذا سيحدث إذا تغير شىء وكانت النتيجة أسوأ من الوضع الحالى فى أى مجال بالتأكيد ليس هناك أزمة أو كارثة، يجب أن نفتح عقولنا وقلوبنا أمام التجديد والتغيير لأن الحياة ستستمر ولن تتوقف.
أليس من الأفضل أن نجرب فقد نخطئ مرة وننجح مرات وهذه سنة الحياة فى كل العالم المتقدم من حولنا، ولا أقصد برأيى انتخابات مجلس الشعب فقط فنحن عموما من الشعوب التى تخشى من التغيير ومن ينظر لانتخابات النقابات والأندية الاجتماعية والاتحادات الرياضية وغيرها يجد أن أننا حريصون دائما على تفضيل نفس الوجوه بغض النظر عن ما تحقق من برامج والتزام تجاه الناخبين، أتمنى أن تكون الانتخابات المقبلة آخر انتخابات يرفع فيها أحد رمز الاستمرار وأن يكون الشعار المقبل رمز الأمل فى المستقبل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة