وليد طوغان

"شطارة" عمرو خالد!

السبت، 27 نوفمبر 2010 07:15 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الإسكندرية بدت سوءة عمرو خالد فقضم التفاحة التى قال إنه لا يقربها، ولا ينظر إليها .. ولا يزكيها. لا نصدق أن عمرو لبى دعوة جمعية التنمية فى الإسكندرية بيقين أنها ليست ضمن دعاية اللواء عبد السلام المحجوب. لا أحد يصدق أن عمرو لم ينتهزها فرصة وسط فرقعات إعلامية.. وكم هائل من الكلام والجدل.. يصب كعادته فى سنام رحلته فى الطريق.

ما دفاع عمرو خالد عن نفسه إلا أمانى. فلا نحن صدقنا أنه صدق وعد مسئولى الجمعية بأنهم لن يستغلوا محاضرته فى الدعاية للواء المحجوب مرشح الحزب الوطنى. فالدنيا انتخابات، واللواء المحجوب رجل سياسة، وليس من أرباب جمعيات رعاية الأرامل والمطلقات.

لم نصدق أيضا أن عمرو شد الرحال للقاء الناس هناك دون أن يلعب الهوى فى نفسه، أملا فى صفقه ما يعود بموجبها للانطلاق فى مصر بدلا من سنوات عجاف.. بوادٍ غير ذى زرع فى الخارج.

لم يفطن عمرو هذه المرة أيضا إلى أن هناك من سيكشف لعبة جديدة. ولا عرف أنه سيفتح الباب أمام مزيد من تشكيك مريديه فى قناع ابتساماته الورعة، وعوجة الفم التى تمايل معها آلاف المراهقين فى مساجد القاهرة الراقية.. ونواديها من قبل.

كان أولى به أن يناشد الذين أحبوه أن يخلو بينه وبين الانطلاق فى مصر من جديد، بدلا من أن يلجأ فى أزمته للحديث النبوى ولسنة الرسول، فيعلل قبوله دعوة الإسكندرية اقتداء بالنبى فى صلح بالحديبية.

كل منا يكذب بطريقته، وتدليل عمرو قبوله الندوة بقبول الرسول الصلح فى الحديبية يحيلنا إلى ما كنا نقوله قبل سنوات، فقالوا لنا اخرجوا من البلد.

فى الحديبية قبل الرسول الصلح مع كفار مكة.. حقنا للدماء.. وكانت سياسة.. وفى الحديبية كان اتفاقا معه "ص" على أن يرجع، ثم يعود العام المقبل.. فيطوف حول الكعبة، ويهدم الأصنام ويعفون عن الذين آذوه وعذبوه ثم يطلقهم طلقاء.

لا عمرو خالد مثل النبى، ولا البنى مثل عمرو خالد، لكن ما هنالك أن عمرو أسقط فى يده، فأراد العودة بأية طريقة.. حتى لو تحالف مع ما يظن أنه الشيطان.. ثم يريدنا أن نصدق، ونبصم بالعشرة.. ولا نقول بم.

محبوب اللواء المحجوب بين أهل دائرته، لكن عمرو لم يعد كذلك عند مريديه على الإنترنت. لا اتقى عمرو الشبهات، ولا حسبها جيدا قبل أن يعرض نفسه فى سوار من فضة.. للى يشترى ويتفرج.

بعد الندوة سألوه "اشمعنى دى؟" فرد بأنه قبل دعوات كثيرة طوال 8 سنوات ماضية فى جامعات وأندية، وكان الأمن يلغى المحاضرة قبلها بساعات، فأعادوا السؤال: لماذا لم يلغ الأمن هذه الندوة.. فقال خالد: "خلو بينى وبين الناس".. وكانت مكشوفة!

ذكى عمرو خالد.. ومراوغ أيضا ككل أرباب مهنة الدعوة لله من شباب البدل الغالية والبرفانات الباريسية، لكن وهج نجوم الدعوة يسطع سريعا.. ثم يخفو ببطء. وفى الإسكندرية أضاف عمرو خالد سقطة جديدة إلى سقطاته الكثيرة.

إن يوم الإسكندرية كان عظيما. ستحنى واقعة الإسكندرية ظهر عمرو الذى مازال شابا، فيه نزق منتصف العمر، رغم تأكيده إصراره التعامل مع الأسهم التى طالته خلالها على طريقة "النسر".
وصف عمرو النسر بالطائر الراقى الذى يحلق لأعلى عندما تهاجمه جموع الغربان، لكنه لم يذكر أن النسر غالبا ما يعود من أعلى إلى الأرض ليخطف "جياف".. بسرعة.. وبخفة.. وبحذر، مع أن أحدا لن يمنعه عنها، فخطف "الجياف" من على الأرض ليست شطارة!!


• نائب رئيس تحرير جريدة روزاليوسف.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة