كان خبراً سعيداً فعلاً ما ورد إلينا حول زيارة الأنبا ثيؤدسيوس أسقف الجيزة لمحافظة الجيزة ومديرية الأمن وإنهاء أزمة العمرانية المؤلمة، الخبر ورد إلينا فى غمرة الانشغال بالاستعدادات لانتخابات مجلس الشعب، ومتابعة آخر خطوات الأحزاب والمرشحين المستقلين وتوقعات اليوم العصيب، على حد تعبير المستشار سيد عبد العزيز رئيس اللجنة العليا للانتخابات.
ورغم سطوة أخبار الانتخابات إلا أن نبأ انتهاء أزمة العمرانية وإزالة سوء الفهم وسوء التقدير بين الكنيسة والأجهزة التنفيذية، كان برداً وسلاماً على قلبى شخصياً وعلى قلوب جميع المتطلعين إلى سلام اجتماعى حقيقى يقوم على نموذج التعايش المصرى الذى نملكه بالفعل من قديم، لكننا نتناساه أحياناً، أو قد يخطئ البعض ويهيلون عليه التراب فلا نضرب على أيديهم ونسد الأبواب الشريرة التى يفتحونها.
اكتمال الفرح بانتهاء أزمة العمرانية المؤلمة، لن يتأتى إلا بالإفراج عن جميع المحتجزين على خلفية التحقيقات فى أحداث الشغب والاعتداءات على أفراد الشرطة وصحيح أن الأمر برمته أمام القضاء والقضاء عنوان الحقيقة، إلا أننا لا نملك إلا الأمل بانتهاء احتجازهم وعودتهم إلى أهاليهم سالمين من كل سوء ، فهم على أقصى تقدير قد جرفهم حماس المتدينين الراغبين فى التعبير عن حقهم على عقيدتهم، لكن التوفيق خانهم والحماس جرفهم بفعل توجيه خاطئ، أو إثارة فى غير محلها، فكان الثمن ابتعادهم عن أسرهم وأشغالهم وتعطل حياتهم كلها.
ولعل أصحاب الأبواب الشريرة، قد لاحظوا أمس أن مشيعى جنازة الراحل ملاك مبارك بمركز البلينا بسوهاج قد تجاوزوا الآلاف، ولم يعرف أحدكم عدد المسلمين وعدد المسيحيين فى هذه الآلاف التى سارت خلف ملاك بقلوب يعتصرها الألم ، ويحركها الوعى بأن هذه الأرض ستظل تضم المصريين على اختلاف ألوانهم وعقائدهم إلى يوم الدين .
الشيئ الوحيد الذى قلل من تأثير المصالحة بين الكنيسة والمسئولين التنفيذيين بالجيزة ، كان تلك الكتابات المغرضة التى وصفت المصالحة بأنها نوع من تنازل الكنيسة للأمن ، وتضييع لحقوق الأقباط ، متغافلة عن التصريحات المهمة لمحافظ الجيزة خلال اللقاء ،والتى أبدى فيها استعداده مجددا لحل مشكلة مبنى الخدمات سبب الأزمة ، يعنى الأمور انتهت ، وبدلا من النظر بمنطق التشكيك لما يحدث ، دعونا نكون رأيا عاما لدعم مناقشة قانون دور العبادة الموحد بمجلس الشعب وإقراره
أليس ذلك أفضل من الاتهامات المرسلة ودعاوى الفتنة؟
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة