«اليوم السابع» تنشر أجزاء من كتاب عمر طاهر الجديد الذى يحتفل فيه بمئوية نادى الزمالك

7 حكايات من تاريخ الاستقصاد

الجمعة، 05 نوفمبر 2010 12:13 ص
7 حكايات من تاريخ الاستقصاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يشعر الزملكاوية أنهم محل استقصاد دائمًا.. كنت أشك فى صحة هذا الشعور، لكننى بالعودة إلى التاريخ وجدته لم يأتِ من فراغ، فهو شعور متراكم تتوارثه الأجيال الزملكاوية جيلًا بعد جيل، هناك استقصاد بالفعل يبدأ من عصر محمد على، ولا ينتهى فى عصر محمد حسام الدين.

لن أتحدث عن مشاعر مؤيدة بحكايات تبدو عاطفية ومرسلة، مثل الأفلام التى يكون بطلها لاعبًا فى الأهلى، مثل «الرجل الذى فقد عقله»، فتكون النهاية السعيدة هى فوز الأهلى بالدورى، بينما فى الأفلام التى يكون بطلها لاعب فى الزمالك مثل «غريب فى بيتى» تكون النهاية سعيدة عندما يهج اللاعب من الزمالك. لن أتحدث عن هدف حسن شحاتة الصحيح الذى توج الزمالك بطلًا للدورى فى الدقيقة 86، فألغاه الحكم «محمد حسام الدين» بمساعدة حامل الراية «عبدالرؤوف الرشيدى والد الحكم ياسر عبدالرؤوف الذى لا تحبه جماهير الزمالك» ليفوز الأهلى بالبطولة (الهدف موجود على اليوتيوب ويمكنك البحث عنه تحت عنوان «فضيحة هدف حسن شحاتة الملغى»).

لن أتحدث عن استقصاد الحظ للزمالك، وإعلان نفسه حكرًا على فريق حقق معظم بطولاته فى السنوات الأخيرة فى الدقيقة 94 (بشهادة الكليب الأسطورى الذى يذاع على قناة الأهلى كل نصف ساعة).

لن أتحدث عن التفرقة فى العقوبات بعد أن قام الكابتن وائل جمعة بدفع الحكم الرابع بقوة فى ماتش المحلة، فلم يتعرض لأية عقوبات، فى الوقت الذى قام فيه حازم إمام بدفع الكارت الأصفر من يد الحكم (دفع الكارت ولم يدفع الحكم) فتعرض للإيقاف لأربعة أشهر.
لن أتحدث عن صديقى الزملكاوى الذى قال لى: «نفسى فى يوم قبل ما أموت أسمع الأهلى بيقول: أنا اتظلمت».

لن أتحدث عن استقصاد الإعلام، فهزيمة الزمالك «انهيار» لكن هزيمة الأهلى «كبوة»، أو كما قال لى الصديق خالد موافى: «عندما يعترف الأهلى بأخطاء لاعبيه فهذه شفافية، وإذا فعلها الزمالك يصبح متورطًا فى إفشاء أسرار النادى، عندما يسافر رئيس مجلس إدارة الأهلى إلى الخارج تكتب الصحف عن المجهود الذى تبذله الإدارة لتطوير النادى، وعندما يسافر رئيس مجلس إدارة الزمالك تكتب عن الاستهتار، وعدم الاهتمام بأمور النادى».

لن أتحدث عن إفراط الإعلام فى ترسيخ فكرة نادى المبادئ، وإهمال الوقائع التى تجعل الفكرة محل إعادة نظر، لن أتحدث عن وقائع شخصية لأسماء معروفة، فتجاوزات اللاعبين عابرة للون الفانلة، فحذاء شيكا الذى رفعه فى وجه الجماهير الأهلاوية لا يختلف كثيرًا عن حذاء متعب الذى هدد أن يضرب به أى صحفى يقترب من حياته الخاصة، لكن التاريخ به وقائع عامة مثل أن تطلب الدولة من الفريق مرتجى رئيس النادى فى السبعينيات إقامة مباراة ودية بين الأهلى والزمالك يخصص دخلها للحالات الإنسانية بجمعية الوفاء والأمل، فيصدر النادى الأهلى الطارشة بعد أن اكتشف الفريق مرتجى أن ستة لاعبين أساسيين فى الفريق مصابون.. فيضرب بعرض الحائط فكرة دعم العمل الإنسانى حتى لا يتعرض فريقه لهزيمة أمام الزمالك، أو أن يرغم الأهلى أحد لاعبيه على ارتداء الملابس النسائية مثلما حدث فى واقعة الكابتن ميمى الشربينى الذى كان يلعب لنادى المصرى القاهرى، وحصل على الاستغناء ليلعب للزمالك، وتوجه إلى منزله فى صحبة الكابتن حنفى بسطان لإحضار ملابسه للحاق بمعسكر الفريق، فوجد فى بيته عبده البقال مكتشف نجوم الأهلى، فأخذ منه الاستغناء وأقنعه بعقد أفضل مع الأهلى، ولكى يقوم بتهريبه من المنزل أقنع الشربينى بأن يرتدى ملابس نسائية ليهرب من كابتن بسطان، فارvتدى الشربينى ملابس زوجة البواب وخرج بها ليوقع للأهلى!

لن أتحدث عن الاستقصاد التليفزيونى مثل تخصيص كاميرا لمراقبة انفعالات حسام وإبراهيم حسن المستمرة، بينما نرى انفعالات حسام البدرى معظم الوقت فى لقطات معادة (نصور الأول ولو قلت ذيع.. نذيع)، أو ملاحقة أخطاء لاعبى الزمالك وإعادة عرضها خمسين مرة أثناء المباراة، وكأن المخرج (بيسلم اللعيبة) لاتحاد الكرة، أو عن أن يستمر الإرسال بعد ماتش الزمالك لمدة ربع ساعة إذا كان هناك خناقة فى الملعب (عندك ماتش اتحاد الشرطة)، أو أن يجتهد المخرج عشرين مرة فى إعادة هدف الزمالك من كل الزوايا ليثبت أنه أوف سايد (يفعلها المخرج فى ماتش الأهلى إذا كان الهدف للفريق المنافس)، أو عندما يكون هناك ماتشان فى الوقت نفسه للأهلى والزمالك، فيذاع ماتش الأهلى على قناة نايل سبورت حيث يوجد الاستوديو التحليلى، بينما يذاع ماتش الزمالك على المحطة التى يستحيل أن ترد بخيالك وأنت تتنقل بين المحطات بحثًا عن هذا الماتش (نايل كوميدى.. ماتش الزمالك وبترول أسيوط)!

لن أتحدث عن أمور قابلة للنقاش أو الاختلاف أو التشكيك فى مدى صحتها، لكننى سأقص عليك 7 حكايات تاريخية عن الاستقصاد الذى يلاقيه النادى منذ نشأته.
الحكاية (1) : كلمة الزمالك تركية الأصل.

أراد محمد على والى مصر أن يقيم معسكرات فى تلك الجزيرة التى تقع فى حضن نهر النيل، وتتوسط القاهرة بحيث تكون قريبة من الأسطول البحرى.. وجعل تلك المعسكرات مقر إقامة بعض أفراد الجيش الذين كانوا من المحافظات النائية، وأطلق على تلك المعسكرات كلمة «الزمالك».

الاستقصاد: كانت أرض الغلابة والمجندين البسطاء إلا أن جمال موقعها وسحرها جعل علية القوم تتسابق على تملك الأراضى بها خلال القرن التاسع عشر، ثم طردوا منها البسطاء، وأصبحت حى الأرستقراطيين.

الحكاية (2): اسم المختلط ظل قائمًا حتى عام 1944 حيث أصبح اسمه نادى فاروق، وذلك فى أعقاب المباراة التى فاز فيها المختلط على الأهلى بنتيجة (6/0)، وكانت على ملاعب اتحاد القوات المسلحة وتحت رعاية الملك فاروق الذى أعجب بأداء الزمالك ومستواه، فقرر رئيس النادى حيدر باشا وزير الحربية إطلاق اسم فاروق على النادى.
هزيمة موجعة أضف إليها رعاية ملكية للفريق.. وشوف أنت بقى.
الاستقصاد: بعد أن تألق النادى تحت اسم نادى فاروق تم التخلص من فاروق نفسه بقيام الثورة.

الحكاية (3): عام 1952.. نادى فاروق يملك فريقًا كرويًّا ومبنى صغيرا يضم أربع حجرات، وملعب الكرة الملحق به حجرتان لخلع الملابس ومدرجات لا تسع أكثر من ستة الآف متفرج، ولم يكن يفصل النادى عن جاره الترسانة إلا حاجز من الصفيح به باب صغير يصل بين ملعبى الناديين.

بعد فترة تم إنشاء مجموعة من العمارات السكنية الجديدة خلف الناديين، أُقيمت العمارات ملاصقة للناديين، رضى الناديان بالأمر لكنَّ شخصًا ما كان له رأى آخر.الاستقصاد: شخص ما اقترح على سكان العمارات اللجوء إلى القضاء للمطالبة بشارع عريض أو بتعويض، كان الخطأ بالعقل كده مسؤولية من بنى العمارات ملاصقة للنادى، ومع ذلك حصل السكان على أحكام قضائية تمنحهم تعويضات من مصلحة الأراضى، وهنا اكتملت اللعبة، فالمصلحة عاجزة عن دفع التعويضات، وبعد ضغوط على المسؤولين قاموا بدورهم بالضغط على الناديين للاتفاق على إقامة الشارع بعرض عشرة أمتار، وقرروا اقتطاع هذه المساحة من ممتلكات النادى، كان الضغط أكبر على الزمالك فتنازل عن سبعة أمتار كاملة، وترك الترسانة ثلاثة أمتار وأُقيم الشارع.

الحكاية (4): النادى يتأقلم مع الأمتار التى اقتطعتها الحكومة ويقرر أن يجدد نفسه، فيبنى سورًا جديدًا، ويجدد مدرجاته بحيث تتسع لعشرين ألف متفرج، اعتمد النادى فى تمويل التجديد على الأعضاء وعلى بيع عدد من أشجار الكافور الضخمة بمبلغ ألف جنيه، أصبح النادى محل فخر الزملكاوية، وبدأ ملعبه يستضيف المباريات الكبيرة.. لكن يبدو أن الأمر أثار حفيظة شخص ما.

الاستقصاد: تلقى النادى خطابًا من وزارة الشؤون البلدية والقروية يأمر بنقل مقر الزمالك إلى موقع جديد بمدينة الأوقاف بميت عقبة، ويأمر بإخلاء المكان سريعًا لتسليمه للسفارة الإيطالية لتقيم عليه معهدًا تعليميًّا، حاول المسؤولون أن يستغيثوا لكن لم يسمعهم أحد وهُدمت فرحتهم بالملعب الجديد فى غمضة عين.

الحكاية (5): عام 56 بدأ البحث عن رجل أعمال لإدارة النادى وبالفعل قبل رجل الأعمال الشهير «عبداللطيف أبورجيلة» رئاسة النادى، واستمر أبو رجيلة رئيسًا للنادى فى الفترة التى صاحبها نقل المقر وبناء ملاعب ومنشآت مبهرة فى مكانه الجديد.
الاستقصاد: طاردت قرارات التأميم «عبداللطيف أبورجيلة» حتى جعلته يترك مصر بعد الاستيلاء على ممتلكاته «شركة أوتوبيس النقل العام وعزبة المرج التى كان يختبئ فيها اللاعبون أيام مواسم الانتقالات».

الحكاية (6): بدأ النادى البحث عن رجل أعمال آخر بعدما طفش أبو رجيلة، وظهر صاحب شركة «الشيخ الشريب» ورئيس مجلس إدارة شركة الكوكا كولا (فى ذلك الوقت) «علوى الجزار» الذى تولى إدارة النادى فترة قصيرة.. استطاع خلالها إحضار فريق ريال مدريد الإسبانى على نفقته الخاصة ليلعب مع الزمالك عام 61.

الاستقصاد: بعد مرور سنوات على قانون التأميم تذكرت الحكومة فجأة أنهم لم يؤمِّمُوا ممتلكات الجزار، لحقه التأميم مما جعله هو أيضًا يهرب من مصر.

الحكاية (7): السينما تغازل نجم الزمالك صاحب الجماهيرية الطاغية عصام بهيج، وماجدة الصباحى تقرر أن تنتج فيلمًا من بطولته يحكى قصة لاعب كرة تغيره الشهرة حتى تكاد أن تفسده ولكن بسحر الحب يعود إلى صوابه وإلى البطولات، كانت مصر كلها تترقب الفيلم، وكانت أخبار التصوير مادة صحفية يومية، كان الفيلم بطولة نجوم الزمالك على محسن، وكابتن لطيف، وحنفى بسطان، ويكن حسين، كان الأهلى ممثلًا بالشيخ طه إسماعيل كضيف شرف.

الاستقصاد: إزاى يعنى يتعرض فيلم كل اللى فيه زملكاوية؟ يوم الافتتاح كانت الخطة محكمة، بعد أن يبدأ العرض بدقائق تنفجر الصالة بالهتاف (أهلى.. أهلى)، استمر الصراخ وصاحبه تحطيم للسينما حتى خرج اللاعبون والممثلون وعائلاتهم خوفًا من جنون المشجعين، وكان طبيبعيًّا أن ترفض دور العرض استقبال الفيلم فسقط سقوطًا مروعًا.




عمر طاهر



شيكابالا يرفع الحذاء فى وجه جماهير الأهلى - تصوير- ياسر عبدالله



حسن





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة